Phenomenon of Loanwords in Arabic Grammar
ظاهرة التقارض في النحو العربي
Penerbit
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genre-genre
غير أن الصواب أنها (أن) الناصبة أهملت، حملا لها على (ما) أختها في المصدرية؛ لأن (أن) المخففة من الثقيلة غالبا ما تقع بعد علم أو ظن، وهي في البيت لم تقع بعدهما فلا محل لاعتراضهم١.
ب- أما (ما) فتأتي في الأساليب مهملة، أي لا تجزم ولا تنصب، هذا هو المشهور فيها حين تدخل على الفعل المضارع، غير أنها في بعض الأحيان قد تقترض من (أن) حكم النصب للفعل المضارع، فقد رأى بعضهم أن (ما) يجوز أن تنصب الفعل المضارع حملا لها على (أن) الناصبة كما روي من قوله ﵊: "كما تكونوا يولى عليكم"٢، على أحد الروايات، ذكر ذلك ابن الحاجب، (فتكونوا) فعل مضارع منصوب بحذف النون (بما) المتقدمة عليه، والمعروف في الرواية المشهورة: "كما تكونون"، وعلى هذا فلا شاهد فيه، وقد قال بعضهم معترضا على رواية النصب: ولا حاجة إلى جعل (ما) هنا ناصبة فإن ذلك إثبات حكم لم يثبت في غير هذا المحل، بل الفعل مرفوع ونون الرفع محذوفة.
وعلى كل حال فإن تقارضهما ثابت؛ لأن كلا منهما يجوز أن تحمل على الأخرى لذا قال ابن مالك:
وبعضهم أهمل (أن) حملا على ... ما أختها حيث استحقت عملا
أي: يصح في (أن) الناصبة أن تهمل حملا لها على (ما) كما يجوز في (ما) أن تعمل النصب حملا لها على (أن) لما بينهما من مشابهة من حيث أن كلا منهما حرف مصدري، وكلا منهما حرف ثاني..
إنْ - لو
أ- (إنْ) بكسر الهمزة وتسكين النون المخففة: تأتي في الأساليب على وجوه عدة منها:
الأول: أن تكون نافية وتدخل حينئذ على الجملة الاسمية نحو قوله تعالى: ﴿إن الكافرين إلا في غرور﴾ (الملك: ٢٠) وقوله تعالى: ﴿إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم﴾ (المجادلة: ٢﴾ .
_________
١ راجع مغني اللبيب: ٤١، والإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري: ٢/٥٦٣ ط رابعة - القاهرة، شرح الأشموني: ٣/٢٨٧.
٢ قالوا إنه حديث ضعيف، وهو في مغني اللبيب: ٩١٥، وكشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني ٢/١٢٦، وراجع المقاصد الحسنة للسخاوي ٣٢٦.
58 / 239