People of the Interval and Those in Their Status
أهل الفترة ومن في حكمهم
Penerbit
مؤسسة علوم القرآن - عجمان،دار ابن كثير
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
Lokasi Penerbit
دمشق - بيروت
Genre-genre
أُعطيتُ جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأُحِلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا؛ وأُرسلتُ إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون" (١) فختم الله به الأنبياء وجعل رسالته خاتمة لجميع الرسالات السماوية فكان لزامًا على أصحاب الديانات الأخرى أن يتبعوه ويؤمنوا به وينصروه بعد بعثته. حيث أخذ الله ﷾ على الأنبياء الذين سبقوه الميثاق، وبشّر به عيسى ﵇ قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران: ٨١] وقال تعالىِ: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: ٦] وقال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٨٩] وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ﴾ [آل عمران: ٢٠].
يقول ابن عباس ﵄: "لم يبعث الله نبيًا إلا أخذ عليه الميثاق؛ لئن بُعث محمَّد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بُعث محمَّد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه" (٢).
وهذا وغيره من النصوص يؤكد على لزوم اتباع أهل الكتاب النبي محمدًا ﷺ. ويروى أن عمر بن الخطاب ﵁ أتى بنسخة من التوراة فقال: يا رسول الله هذه نسخة من التوراة، فسكت، فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل، ما ترى رسول
_________
(١) أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب (١) ١/ ٣٧٠.
(٢) الرسالة التدمرية لشيخ الإِسلام ابن تيمية ص ١١٠.
1 / 49