Pauses with the Prophetic Teachings ﷺ for His Companions
وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
Penerbit
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Nombor Edisi
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ
Genre-genre
يعْرفُونَ ذَلِك مِنْهُ فَكَانُوا يعْرفُونَ كراهيته للشَّيْء عِنْدَمَا يتَغَيَّر وَجهه فسرعان مايغيرون ماهم عَلَيْهِ وَفِي هَذَا أَمْثِلَة كَثِيرَة يضيق الْبَحْث عَن تتبعها.
وَقد يرى ﷺ من بعض أَصْحَابه مَا يكره فَيعرض عَنهُ بِوَجْهِهِ تأديبًا لَهُ وَكَرَاهَة لفعله، وَلِهَذَا أَمْثِلَة كَثِيرَة أَيْضا (١)
أما التأنيب فَمن ذَلِك قصَّة أُسَامَة بن زيد ﵁ عِنْدَمَا قتل رجلا بعد أَن قَالَ: لاإله إِلَّا الله فَوَقع فِي نَفسه فَذكر ذَلِك لرَسُول الله ﷺ فَقَالَ لَهُ الرَّسُول ﷺ: «أقَال: لاإله إِلَّا الله وقتلته؟» قَالَ قلت: يَا رَسُول الله إِنَّمَا قَالَهَا خوفًا من السِّلَاح. قَالَ: «أَفلا شققت عَن قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا؟» فَمَا زَالَ يكررها حَتَّى تمنيت أَنِّي أسلمت يَوْمئِذٍ» (٢)
وَمن هَذَا قصَّة أبي مَسْعُود البدري (قَالَ: كنت أضْرب غُلَاما لي بِالسَّوْطِ، فَسمِعت صَوتا من خَلْفي «اعْلَم أَبَا مَسْعُود فَلم أفهم الصَّوْت من الْغَضَب قَالَ: فَلَمَّا دنا مني إِذا هُوَ رَسُول الله ﷺ يَقُول: «اعْلَم أَبَا مَسْعُود أَن الله أقدر عَلَيْك مِنْك على هَذَا الْغُلَام» قَالَ: فَقلت: لَا أضْرب مَمْلُوكا بعده أبدا وَفِي رِوَايَة فَقلت يارسول الله هُوَ حرٌّ لوجه الله فَقَالَ: «أما لَو لم تفعل لَلَفَحَتْك النَّار أَو لمستك النَّار» (٣) .
وَمن الْعقُوبَة بالذم قصَّة أبي ذَر ﵁ عِنْدَمَا سَاب َّمملوكًا فعيَّره بِأُمِّهِ فَقَالَ النَّبِي ﷺ: «أعيرته بِأُمِّهِ، إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة، إخْوَانكُمْ خَوَلُكم جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم فَمن كَانَ أَخُوهُ تَحت يَده فليطعمه مِمَّا
_________
(١) انْظُر مثلا مُسْند الإِمَام أَحْمد (٣/١٤) وَسنَن أبي دَاوُد ك: الْأَدَب ح: ٥٢٣٧ (٥/٤٠٢) وَالنَّسَائِيّ (٨/١٧٠) وَابْن حبَان رقم (٥٤٨٩) .
(٢) أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه ك: الْإِيمَان ب: تَحْرِيم قتل الْكَافِر بعد أَن قَالَ لَا إِلَه الا الله ح: ١٥ ﴿١/٩٦) .
(٣) أخرجه مُسلم ك: الْإِيمَان ب: صُحْبَة المماليك (٣/١٢٨٠ـ١٢٨١) .
1 / 139