42

Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Penerbit

مكتبة الغرباء

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٨ هـ

Lokasi Penerbit

الدار الأثرية

Genre-genre

الشاهد: أنه نصرهم ﷾ على أصحاب الفيل وهم مشركون. ولما خرج النبي ﷺ زمن الحديبية حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حَل حَل- كلمة تقال للناقة إذا تركت السير -فألحت- أي تمادت على عدم القيام وهو من الإلحاح فقالوا: خلأت القصواء، خلأت القصواء -أي حرنت- فقال النبي ﷺ: "ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخُلق، ولكن حبسها حابسُ الفيل" (١). ولما فتح الله ﷿ على رسوله مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، وقال: "إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين" (٢)، وفي ذلك إشارة إلى قصة أصحاب الفيل. العنصر الثالث: دروس وعظات وعبر عباد الله! نقول على سبيل الاختصار: أولًا: الكعبة هي بيت الله وهي أول بيت وضع للناس، من حاول أن يعتدي عليها أهلكه الله ﷿. قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢)﴾ [الفيل: ١ - ٢]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٥)﴾ [الحج: ٢٥]. ولذلك نقول لأعداء الإِسلام ولكل من يحاول أو تسول له نفسه أن

(١) رواه البخاري (رقم ٢٧٣١، ٢٧٣٢). (٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ١١٢)، ومسلم (رقم ١٣٥٥).

1 / 33