Paradise Under Your Feet
الدفاع عن الله ورسوله وشرعه
Genre-genre
الأنبياء ومعرفة علم الغيب
قد ذبح إبراهيم ﵇ العجل للملائكة ولم يعلم بأنهم ملائكة حتى أخبروه بقولهم: ﴿إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾ [هود:٧٠].
ولما جاءوا لوطًا لم يعلم أيضًا أنهم ملائكة، ولذلك ﴿سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ [هود:٧٧]؛ لأنه خاف عليهم من أن يفعل بهم قومه الفاحشة، حتى قالوا له: ﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ﴾ [هود:٨١].
ويعقوب ﵇ ابيضت عيناه من الحزن على يوسف وهو في مصر، ولم يدر خبره حتى أظهر له الله خبر يوسف، ولو كان يعلم الغيب لعلم خبر ولده.
وسليمان ﵇ مع أن الله سخر له الشياطين والريح لم يكن يدري عن أهل مأرب قوم بلقيس شيئًا حتى جاءه الهدهد وقال له: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ [النمل:٢٢].
ونوح ﵇ ما كان يدري أن ابنه الذي غرق ليس من أهله، أي: ليس من أهل السعادة والنجاة، وقال: ﴿رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ﴾ [هود:٤٥]، ولم يعلم حقيقة الأمر حتى أخبره الله بقوله: ﴿يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [هود:٤٦].
والملائكة المقربون ﵈ لما قال الله لهم: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [البقرة:٣١ - ٣٢]، أي: لا اطلاع لنا على الغيب إلا ما أطلعتنا عليه.
فظهر بهذا أن أعلم المخلوقات -وهم الرسل والملائكة- لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله تعالى، وهو تعالى يطلع رسله على ما يشاء من غيبه، كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [آل عمران:١٧٩].
وقال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجن:٢٦ - ٢٧].
8 / 6