Origins of the Twelver Imami Shiite Sect - Presentation and Critique -
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٤ هـ
Genre-genre
عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا" (١) . وهذا الوصف لسلمان اعتاد الشيعة في رواياتهم على إطلاقه على أئمتهم الاثني عشر، كما أثبتت رواياتهم بأن سلمان "يبعث الله إليه ملكًا ينقر في أذنه يقول كيت وكيت" (٢) . و"عن الحسن عن منصور قال: قلت للصادق ﵇: أكان سلمان محدثًا؟ قال: نعم. قلت: من يحدثه؟ قال: ملك كريم. قلت: إذا كان سلمان كذا فصحابه أي شيء هو؟ قال: أقبل على شأنك" (٣) . فهي تثبت الوحي لسلمان وتوحي بأن صاحبه وهو علي فوق ذلك؟! بل أثبتت أخبارهم لسلمان علم الأئمة والأنبياء، كما جعلت له أمر الإمام والنبي، فقالت: " ... سلمان أدرك علم الأول وعلم الآخر" ثم فسرت ذلك، فقالت: "يعني علم النبي ﷺ، وعلم علي، وأمرالنبي ﷺ وأمر علي" (٤) .
وجاء في رواياتهم أن سلمان أحد الشيعة الذين بهم - كما يفترون "ترزقون، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون" (٥) . بل بلغ الغلو ببعض الفرق الشيعية أن قالت بتأليه سلمان، وقد وجدت هذه الفرقة في عصر أبي الحسن الأشعري (المتوفى سنة ٣٣٠هـ)، وأشار إليها في مقالاته حيث قال: "وقد قال في عصرنا هذا قائلون بألوهية سلمان الفارسي" (٦) . وقد تكون هذه الروايات في كتب الاثني عشرية هي من آثار هذه الفرقة، لأن كتب الاثني عشرية قد استوعبت معظم آراء الفرق الشيعية بكل ما فيها من شذوذ.. وبقاؤها في كتبهم قد يؤذن بخروج طوائف منها مرة أخرى.
بل نلحظ أن هناك اتجاهًا داخل الدوائر الشيعية لتعظيم بعض العناصر
(١) رجال الكشي: ص ١٥ (٢) رجال الكشي: ١٦ (٣) رجال الكشي: ص ١٩ (٤) رجال الكشي: ص ١٦ (٥) رجال الكشي: ص ٦-٧ (٦) مقالات الإسلاميين: ١/٨٠
1 / 86