============================================================
الذغرة والقاضى كذلك هو الذى كان يقود موكب الاحتفال بليالى الوقود الأربعة بعد صلاة العصر إلى حيث رخبة باب العيد أمام باب الزمرد من القصر، ويخطب الخطباء ويسلم عليه الخليفة مثلما حدث فى الاحتفال بالمولد، وبعد زيارة قصيرة للوزير يشق القاضى والجماعة القاهرة وينزل على باب كل جامع بها ويصلى ركعتين، ثم يخرج من باب زوئلة طالبا القسطاط وفى خدمته والى القاهرة، فيدخل فى طريقه جامع ابن طولون للصلاة ويدخل المشاهد فى طريقه أيضا، ثم يجد والى الفسطاط فى خدمته بعد خروجه من جامع ابن طولون ويستمر فى اختراق الشارع الأغظم حتى يصل إلى باب الجامع من جهة الزيادة التى يحكم فيها ويوقد له التنور الفضة الذى كان معلقا بها(1).
وكانت عملية الإشراف على الأحباس وصيانتها موكولة كذلك إلى القضاة فيذكر محمد بن أسعد الجؤانى أن القضاة بمصر، كانوا إذا بقى لشهر رمضان ثلاثة أيام، طافوا يوما على المساجد والمشاهد بمصر والقاهرة يبدؤن جامع المقس ثم القاهرة ثم المشاهد ثم القرافة ثم جامع مصر ثم مشهد الراس لنظر حصر ذلك وقناديله وعمارته وما تشعث منه وظل الأمر على ذلك حتى زوال الدولة الفاطمية(1).
الذغوة لما كانت الدولة الفاطمية قد قامت على أساس تشابكت فيه السياسة مع الدين إلى حد أن كل تنظيم سياسى فى هذه الدولة كان اتعكاسا لروح العقيدة الفاطمية تفسها، حتى أصبحت أصدق مثال للدولة الدينية العقائدية (() فيما بلى ص 220- 221. (0) المقريزى : الحطط 1: 491، 2: 290، ابن جر: رنع الإصر1: 122.
Halaman 86