ﷺ ما من مؤمن يقرأها إلا سبحت الجبال معه لكنه لا يسمع وقال ﷺ لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم وسيأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى أن بينها وبين اسم الله الأعظم كما بين بياض العين وسوادها قال النسفي لما قتل قابيل هابيل اشتد على آدم فأوحى الله إليه قد جعلت الأرض طوعًا لك فقال يا أرض خذيه فلما همت به قال قابيل يا أرض بحق بسم الله الرحمن الرحيم لا تأخذني فقال الله تعالى يا أرض خلي عنه ... لطيفة: افتتح الله كتابه بثلاثة أسماء والخلق ثلاثة أقسام ظالم ومقتصد وسابق فالله للسابقين والرحمن للمقتصدين والرحيم للظالمين ... فوائد الأولى: أوحى الله تعالى إلى موسى أني أكرمت أمة محمد ﷺ بثلاثة أسماء قال يا رب وما هي قال بسم الله الرحمن الرحيم وكان عنده رجل أعمى فقال يا رب بحق هذه الأسماء رد علي بصري فرد الله عليه بصره في الحال.. الثانية: إذا كان يوم القيامة وزنت أعمال هذه الأمة فتزيد ركعة من صلاتهم على ألف من صلاة غيرهم فيتعجبون من ذلك فيقال لهم كان في صلاتهم بسم الله الرحمن الرحيم في الحديث يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله الرحمن الرحيم فإن الحفظة يكتبون لك الحسنات حتى تفرغ وإذا غشيت أهلك فقل بسم الله الرحمن الرحيم فإن الحفظة يكتبون لك حتى تغتسل فإذا حصل من تلك الوقعة ولد كتب لك من الحسنات بعدد أنفاس ذلك الولد وبعدد أنفاس أعقابه، يا أبا هريرة إذا ركبت دابة فقل بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله يكتب لك كل خطوة حسنة.. الثالثة: عن ابن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله بكل حرف أربعة آلاف حسنة ومحا عنه أربعة آلاف سيئة ورفع له أربعة آلاف درجة.. الرابعة: عن علي بن أبي طالب ﵁ عن النبي ﷺ قال إن لله دارًا في الجنة يقال لها دار النور كل شيء خلقه الله فيها من نهر وهي في الهواء ليس لها طريق قيل يا رسول الله كيف يصعدون إليها قال يقال لهم قولوا بسم الله الرحمن الرحيم فيطيرون إليها ... لطيفة: إذا كتب السيد على عبده كتابا عرف رضا سيده وسخطه من عنوان كتابه والله جعل عنوان كتابه باسم الله الرحمن الرحيم ولم يقل بسم الله الجبار والقاهر فعلم بذلك رضاه ذكره النسفي وقال الغزالي في جواهر الشعراني لما أبتدأ الله كتابه بالحمد لله رب العالمين علم سبحانه أن النفوس ترهب من ذلك فعقبه بقوله الرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه زاد القرطبي فيكون أعون على طاعته ... مسئلة: فإن قيل كرر الرحمن الرحيم في الفاتحة والبسملة آية منها عند الشافعي فالجواب ما رأيت في
تفسير النيسابوري تأكيد للرحمة وعناية بها ومع ذلك عقبه بقوله مالك يوم الدين لئلا يغتر ثم نقل فروقًا بين الرحمن الرحيم عن جماعة من العلماء قال الضحاك الرحمن بأهل السماء والرحيم بأهل الأرض وقال عكرمة الرحمن برحمة واحدة والرحيم بمائة رحمة وقال ابن المبارك الرحمن إذا سئل أجاب والرحيم إذا لم يسئل غضب ورأيت في تفسير القرطبي الرحمن لمن آمن والرحيم لمن تاب وقيل الرحمن الرحيم أنعام بعد أنعام ورأيت في تفسير الرازي الرحمن يخلق ما لا يقدر عليه العبد والرحيم ما يقدر العبد على جنسه ... حكي أن رجلًا اعتقل لسانه عن الشهادة عند موته فجاء النبي ﷺ فقال ما كان يصلى ويصوم قالوا بلى يا رسول الله قال هل عق والدته قالوا نعم فدعا بها وأمرها بالعفو عنه فأبت لأنه قلع عينها فدعا بالحطب والنار فقالت يا رسول الله ما هذا قال أحرقه بالنار قالت حملته تسعة أشر وأرضعته ستين قال فإن رحمته الأم عفوت فعفيت عنه فانطلق لسانه وقال أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قال النيسابوري وغيره فالرحمن خاص اللفظ فلا يسمى به غير الله عام المعنى لأنه خلقه برزقه والرحيم عام اللفظ لأنه يطلق على غيره كهذه المرأة كانت رحيمة لا رحمانة وخاص المعنى بالآخرة فلا يرحم إلا المؤمنين فإن قيل الرحمن أعظم قال ابن العربي الله اسم الله الأعظم فلم ذكر العظيم بعده والعادة التدريج من الأدنى إلى الأعلى فالجواب أن العظيم لا يطلب منه الحقير كما حكي عن بعضهم أنه طلب شيئًا يسيرًا من بعض الأكابر فقال اطلب الحقير من رجل حقير فكأنه يقول تعالى لو اقتصرت على ذكر الرحمن لاستحييت مني أن تطلب الأمور اليسيرة ولكن علمتني رحمانًا فاطلب مني الأمور العظيمة كما قال النبي ﷺ إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فأنا أيضا رحيم فاطلب مني ولو ملح قدرك قال مؤلفه ﵀ إذا كان الملح حقيرا في الطلب فقد روى ابن ماجه عن النبي ﷺ سيد إداماكم الملح قال العلماء سيد الشيء وهو الذي يصلحه، حتى الذهب يزاد به صفرة، والفضة بياضًا، ويقلع البلغم من المعدة والصدر ويطرد الأرياح وينفع من وجع الفؤاد ويقلع الحفر من الأسنان إذا دلكها به مع قدره من السكر ويذهب الصفرة من الوجه ويحسن اللون لا سيما إذا استعمل صباحًا وإذا وضع على النار مع الخل ثم جعل في الفم يسكن وجع الضرس وهو صالح للأورام البلغمية العارضة لأصحاب الاستسقاء ومنافعه لا تحصى وسيأتي على هذه زيادة في باب الكرم إن قدر الله ... حكاية: قيل كانت للنمروذ بالذال المعجمة بنت صغيرة فقالت يا أبتي دعني أنظر إلى إبراهيم في النار فنظرت إليه فوجدته سالما فقالت كيف لا تحرقك النار فقال من كان على لسانه بسم الله الرحمن الرحيم في قلبه المعرفة لا تحرقه النار فقالت أريد الدخول عندك فقال قولي لا إله إلا الله إبراهيم رسول الله فقالت فصارت النار عليها بردًا وسلامًا فلما رجعت إلى أبيها أخبرته بذلك فأمرها بالرجوع عن دين إبراهيم فلم ترجع فعذبها عنابا شديدًا فأمر الله جبريل فأخذها ورضعها عند إبراهيم ثم زوجها بولده فولدت له عشرين نبيًا ورأيت في عرائس الثعلبي أن إبراهيم وجد في النار عين ماء ووردًا ونرجسًا وكان ابن ست عشرة سنة قال إبراهيم ما كنت قط بأنعم أيامًا من الأيام التي كنت بها في النار قال السعدي قام بها سبعة أيام وقيل أربعين. ير النيسابوري تأكيد للرحمة وعناية بها ومع ذلك عقبه بقوله مالك يوم الدين لئلا يغتر ثم نقل فروقًا بين الرحمن الرحيم عن جماعة من العلماء قال الضحاك الرحمن بأهل السماء والرحيم بأهل الأرض وقال عكرمة الرحمن برحمة واحدة والرحيم بمائة رحمة وقال ابن المبارك الرحمن إذا سئل أجاب والرحيم إذا لم يسئل غضب ورأيت في تفسير القرطبي الرحمن لمن آمن والرحيم لمن تاب وقيل الرحمن الرحيم أنعام بعد أنعام ورأيت في تفسير الرازي الرحمن يخلق ما لا يقدر عليه
1 / 26