ى وعنده سبع عظيم فقال ما هذا قال سألت الله أن يسلط علي كلبًا من كلابه إذا غفلت عن ذكره حكاية: قال بعض الصالحين رأيت صيادًا بالهند كلما صاد سمكة دفعها إلى ابنة له فترسلها في الماء وهو لا يعلم فلما فرغ جاء فلم يجد شيئًا فسألها عن ذلك قالت سمعتك تقول عن النبي ﷺ لا تقع سمكة في شبكة إلا إذا غفل عن ذكر الله فكرهت أن تأكل شيئًا غفل عن ذكر الله وقيل أنها كانت السمكة تسبح في يدها فقالت البنت ما دفعت إلي سمكة إلا وسمعتها تقول سبحان الله فقطع الشبكة وتاب عن الصيد ... فائدة: قال علي رضي الله تعالى عنه أكل السمك يذيب البدن وفي النفوس الأفكار أكله يورث بلغمًا غليظًا يضر بالبدن وأما المستخرج من البحر المالح فأكله ينفع من وجع الوركين والإكثار منه يورث البهق إلا إذا جعل عليه شيء من الزعتر والكراويا قال الغزالي رضي الله تعالى عنه أكثر خلق الله السمك فإن قيل قال الله تعالى أحل لكم صيد البحر وطعامه فما الفرق بين الصيد والطعام الجواب: أن الصيد ما حصل بالشبكة مثلًا والطعام ما قذفه البحر فإن قيل صيد البحر حلال لمن أحرم بحج أو عمرة بخلاف صيد البر فإنه حرام فما الفرق فالجواب: أن صيد البحر لا يقصد به التنزه بخلاف صيد البر والصيد عند الشافعي ما يحل أكله وسمى أبو حنيفة السبع صيدًا فأوجب على المحرم ضمانه إذا قتله ... حكاية: قال إبراهيم الخواص ﵁ خرجت أطلب الحلال فأخذت شبكة وألقيتها في البحر فأخذت سمكة ثم ثانية ثم ثالثة فهتف بي هاتف يا إبراهيم لم تجد معاشًا إلا فيما يذكرنا فقطعت الشبكة وقال إبراهيم النخعي في قوله تعالى وإن من شيء إلا يسبح بحمده يسبح له كل شيء حتى صرير الباب وقال غيره الآية عامة وهي مخصوصة بالناطق كقوله تعالى تدمر كل شيء وما دمرت ديار عاد كقوله تعالى في حق بلقيس وأوتيت من كل شيء ولم تؤت ملك سلمان وقيل الآية على عمومها فالناطق يسبح بالقال والصامت بالحال وذلك بمجرد يشهد لصانعه بالصنعة ورأيت في طبقات السبكي ﵁ أن الأرجح عندنا أن التسبيح بلسان القال لأنه لا استحالة ويدل عليه كثير من المنقول قال تعالى إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ولا يلزم من تسبيحها بالقال أن نسمعها ورأيت في الوجوه المسفرة عن اتساع المغفرة الراجح أنها تسبح ضيقة إلا أنه مستور عن الناس فلا ينكشف إلا بخرق العادة وقد سمعت الصحابة ﵃ تسبيح الطعام وغيره بين يدي النبي ﷺ وقوله تعالى تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حلمًا غفورًا مناسبًا لحال المخاطبين بالآية من ثلاثة أوجه: أحدها: أن الغالب على الناس الاشتغال عن تسبيح الله تعالى بخلاف المذكورات فاحتاج المشتغلون إلى الحلم والمغفرة، الثاني: أنهم لا يفقهون تسبيحًا وقد يكون ذلك لتقصيرهم في التأمل والتفكير في أمرها فاحتاجوا إلى الحلم والمغفرة، الثالث: أن سماعهم تسبيحًا قد يوقعهم في إمتنانها ويحملهم على التفريط في حقوقها فاحتاجوا إلى الحلم والمغفرة ولا شك أن من يستحضر في ذهنه تسبيح الموجودات أكرمها وعظمها من هذه الوجوه وإن كان الشارع أمره باحتقارها من وجه آخر ث
1 / 12