../kraken_local/image-193.txt
اصل بتجارة كان الأمر عليه فيه أهون، فلا يحتاج إلا ان يأخذ بيده ويعضي به إلى منزله.
وبين هؤلاء الشيوخ شروط منها: ان لا سبيل لأحد منهم أن يدفع للأمرد درهما واحدا، ولا ينفق عليه ييا، ولا يزيد، إذا حضر عنده، على طعامه وشرابه المعتاد إلا ما لا يخرج امن كيسه. بل إن أمكنهم ان يستفيدوا من جهته شيئا استفادوه، مثل أن اسموا مع الدلالين الأجرة على بيع قماشه، أو أن يكون غرا فيواطئوا على اصاحب دكان في البيع والشراء ويقتسمون معه الفائدة، أو غير ذلك من الوجوه التي تهيأ لهم بحسب الأحوال. فهم إذا لم يستفيدوا من جهة الغلمان فلا يخسرون شيئا أصلا.
ومن شرولهم إن أحدهم لا يستبد على الآخر بالغلام ولا بالفائدة الحاصلة من اهته، بل إذا حصل الغلام في منزل أحدهم جاء كل واحد منهم بطعامه وشرابه المعلوم، لكفايته خاصة، ونقله وقدحه وجميع ما يحتاج إليه بلا وزيادة ولا نقصان، فيجتمع من ذلك مقام، ويتذاكرون أبا الغلام أو أخاه فيقول أحدهم: (هو فلان الذي بتنا معه في الموضع الفلاني واتفق له كنيت وكيت)، كأنهم كلهم، أو أكثرهم، كانوا أصحابه. ولا يظن الغلام ولا يخطر اباله أن مثل أولئك الجماعة من الشيوخ يتواطئون على الكذب والبهتان.
ووقد حدثت عنهم أنهم تجري بينهم على الشراب عجائب من المصارفة فيا الطعام والشراب والنقل، حتى ان القدح الذي يشربون به له طوق معلوم اليتهي الشراب إليه لا يتعداه. ولا يشرب أحد في غيردوره أصلا، ولا يمكن ان يتناول من النقل إلا قدرا معلوما عند آخر القدح. ويتقاسمون قطع الحم والعصافير وغير ذلك، مما يمكن أن تقع فيه العين، بالقرعة؛ ومؤونة الغلام بيينهم على الرؤوس . ولا تقع بينهم مسامحة في شيء من الأشياء أصلا إلا في الغلام خاصة، فإنه بينهم كالفريسة بين الاسود، ومن شاء انهم انتهشه، وكل من بسطيده إليه افترسه.
Halaman 201