الأول حمد منه لله تعالى لأنه يستحق الحمد لذاته والثاني حمد له لإنعامه فلا يتكرر مع الأول كما يرشد له قوله: (مكافيا) أي مساويا، (ترادف) أي تتابع، (الآلاء) أي النعم. فكلما تجددت لى نعمة منه تعالى تجدد مني حمد له تعالى. واعلم أن مقابلة الحمد لجميع النعم يعجز عنها الخلق غاية العجز لأن التوفيق للحمد نعمة جليلة تقتضي حمدا وهلم جرا .. قال:
(لك الحمد مولانا على كل نعمة ... ومن جملة النعماء قولي لك الحمد)
(فلا حمد إلا أن تمن بنعمة ... تعاليت لا يقوى على حمدك العبد)
تنبيه:
اختلف في تعيين الفاضل من الحمد، فقيل: الحمد لله بجميع محامده كلها ما علمت منها وما لم أعلم على جميع نعمه كلها ما علمت منها وما لم أعلم، وقيل: اللهم لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وقيل: الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده. قال الشيخ يوسف بن عمر وينبني على ذلك مسالة فقهية فيمن حلف ليحمدن الله تعالى بأفضل محامده، فمن أراد أن يخرج من الخلاف فليحمد بجميعها، اهـ نقله الحطاب.
وأتى الناظم ﵀ بالحمدلة بعد البسملة اقتداء بالقرآن العظيم وعملا بقوله، ﷺ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" أو قال: "أبتر" أو قال: "أجدع" أو قال: "أقطع" أي ناقص الشرف.
(ثم الصلاة والسلام تترا ... على أجل المرسلين قدرا)
أردف الحمد بالصلاة والسلام على من وصلت النعم المحمود عليها بواسطته، ﷺ، امتثالا لقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ وعملا بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "كل أمر ذي بال لا يبدأ بذكر الله ثم بالصلاة علي فهو أقطع". والصلاة من الله تعالى انعامه، ومن العبد طلبه منه تعالى كانت على
1 / 9