Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
Editor
مازن سعد الزبيبي
Penerbit
دار البيروتي
Tahun Penerbitan
1430 AH
Lokasi Penerbit
دمشق
Genre-genre
وقال الشَّافعيُّ رضي الله عنه: ولعلَّ من حجَّته أن يقول: وإن اجتمعا على أنَّه أمره بالقطع فلم يعمل له عمله، كما لو استأجره على حمل بإجارة فقال: قد حملته، لم يكن ذلك له إلاّ بإقرار صاحبه، وهذا أشبه القولين.
وكلاهما مدخول ولم يذكر القول الَّذي يفتي به ويحكم، وذلك أن يتحالفا معاً فأيُّهما حلف مع نكول(١) صاحبه حكم له، وإن حلفا معاً بطل الإذن كما لو لم يكن، وَرَدَّ الثَّوب وما نقصه القطع.
فذكر القولين الأوَّلين ليمتحن به أصحابه في تخريج القولين بالطَّعن على الفريقين.
قال الله جلَّ ذكره في قصَّة يونس: ﴿ وَأَرْسَلْنَهُ إِلَى مِاْتَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ [الصافات: ١٤٧/٣٦]، وفي ذلك وجهان من الحجَّة لمسألتنا:
أحدهما: أنَّه خاطب بعددين مختلفين محنة للسَّامعين والله أعلم.
الوجه الثَّاني: أنَّ الله تعالى خاطبنا بالخطاب المحتمل للوجوه(٢):
أحدُها: ما وصفنا من افتراق العددين.
(١) النِكلُ: نكل عن اليمين: امتنع منها، انظر (المصباح المنير ٦٢٥/١).
(٢) قوله تعالى ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ قال الفراء: ((أو)) بمعنى بل.
وقال غيره: إنّها بمعنى الواو، أي ((ويزيدون)).
وقال المبرّد: المعنى وأرسلناه إلى جماعة لو رأيتموهم لقلتم هم مائة ألف أو أكثر، وإنّما خوطب العباد على ما يعرفون.
وقال الأخفش والزجاج: أي أو يزيدون في تقدير كم.
وقال ابن عبّاس: زادوا على مائة ألف عشرين ألفاً، ورواه أبي بن كعب مرفوعاً.
وعن ابن عباس أيضاً: ثلاثين ألفاً. انظر (القرطبي ١٣٢/١٥، وتفسير الرازي ١٦٦/٢٦).
112