Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
Editor
مازن سعد الزبيبي
Penerbit
دار البيروتي
Tahun Penerbitan
1430 AH
Lokasi Penerbit
دمشق
Genre-genre
عليهما السَّلام جميعاً عِلْمٌ على تغايرهما واختلافهما، وأنَّ على من سمع ذلك منهما أو علم؛ ينسبهما كما قالا جميعاً من القولين إلى علم، فلا ينسب واحداً من القولين إلى جهل، ولكن يقول هذا علم هكذا، وإِنَّ كلا القولين لا يعدو عن طريق العلم، فلا يخرج أحد منهما إلى الجهل، لأنَّه خرج يبتغي إلى علمه علماً كما رويناه، فحصل لموسى عليه السَّلام علم القولين.
وأنَّ موسى عليه السَّلام علم القولين جميعاً معاً، كما خرج يبتغي علماً إلى علم؛ أحدهما علم الظّاهر، والآخر علم الخصوص، وفصَّل حكم الله تعالى في أحد القولين دون الآخر.
بإسناده عن عبد الله بن مسعود عن النَّبِيِّ ﷺ قال: ((أَنْزِلَ القُرْآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ))(١).
قال أبو العبّاس: فأخذ ما قاله الشَّافعي رضي الله عنه القولين فيه من أجل ما رويناه، وذلك أنَّ ابن مسعود روى أنَّ النَّبِيّ ﷺ قال: ((أَنْزِلَ القُرْآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ لِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ))، ثمَّ كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ في آية كفارة الأيمان: ﴿فَمَنْ لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ [مُتَتَابِعَاتٍ] ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ﴾ [المائدة ٨٩/٥]،
(١) أخرجه أبو يعلى الموصلّي وقال إسناده صحيح، انظر (مسنده ٢٧٨/٩ رقم الحديث / ٥٤٠٣/، وأخرجه ابن حبَّان في صحيحه ج١٤٦/١ رقمه / ٧٥)، وانظر (مجمع الزوائد للهيثمي في كتاب التفسير باب القراءات وكم أنزل القرآن على حرف حديث رقم / ١١٥٧٩/ وقال رواه البزّار وأبو يعلى في الكبير والطبراني في الأوسط ورجال أبي يعلى ثقات)، وفي مشكل الآثار ج٨٧/٨ باب / ٤٨٨/ رقم الحديث / ٣٠٧٧/، قال في شرحه: ((الظهر منها: هو ما يظهر في معناها، والبطن منها: هو ما يبطُنُ من معناها.
ودلَّ ذلك على أنَّ على الناس طلب باطنها، كما عليهم طلب ظاهرها ليتَّفقوا على ما في كلِّ واحدٍ منها مما تعبَّدهم الله به، وما فيه من حلال ومن حرام)).
105