قول المسيح «أنا خبز الحياة.» «خذوا، كلوا من دمي.» وقد وصفوه بأنه قمحي الوجه وأن شعره كلون النبيذ. (4)
أنه دخل أورشليم بهيئة ملك مثل ضحايا أتيس وأدونيس؛ لأن الاعتقاد كان فاشيا بأن هذين الإلهين يتجسدان في الضحية التي تقدم لهما فيجب إذن إكرامهما ما داما على قيد الحياة. وقد جاء في الإنجيل أنهم وهم يقتلون المسيح ركعوا وهذا يماثل ما كان يفعله كهنة أتيس بالضحايا. (5)
ولما دخل المسيح أورشليم كان ممتطيا حمارا وقد نثرت أغصان الأشجار على الأرض وهو عين ما كانوا يفعلونه مع ضحية أتيس. وما زال في «أحد الزعف» الذي يسبق العيد الكبير عند النصارى بقية من بقايا أعياد آلهة الغلال. (6)
لما قتل المسيح بكت عليه النساء، مثلما كان يحدث في ضحايا أتيس؛ لأنهم كانوا يعتقدون بأن الإله يتجسد فيها، وبالتالي يبكون عليه لأنهم قتلوه. (7)
بعثه بعد ثلاثة أيام، مثل أتيس وأدونيس بالضبط، فالمسيح قتل لغرضين: أنه ضحية مؤلهة، ولكي يفدي الشعب من خطاياه (وقد عرفنا أصل ومعنى الفداء).
أما الثالوث فقد جاء للمسيحية من مصر، ونشأ أولا عند الأقباط لأن أديانهم الوثنية السابقة كانت تحتم هذا الاعتقاد.
أما الصليب فقد أتى أيضا من مصر وتراه للآن على الجعلان. وقد اختلط الموضوع على بطريرك مصري مرة فقال في أحد كتبه عن المسيح إنه «جعل الله»؛ أي إنه ظن الصليب والمسيح شيئا واحدا لأن الجعل كان يرسم عليه الصلب. (18) بقايا أثرية في المسيحية
ما زال المسيحيون للآن يعبدون الموتى. وقد كانت الكنائس عند أول تشييدها قبورا ليس إلا. ومركز القديس الآن بين النصارى وقيمته عندهم كمركز رئيس القبيلة المتوفى بين قبيلته بالضبط؛ لأن النصراني يحترم القديس ويتهيبه ويتقرب منه كأنه يعبده عبادة ولو أنكر ذلك. وقد كانت القرون الوسطى العصر الذهبي لعبادة الموتى والأرواح؛ فإنهم كانوا لا يبنون كنيسة إلا إذا أحضروا لها شهيدا أو قديسا دفنوه في هيكلها. وقد تفانوا في هذا العمل حتى إن البندقيين نقلوا جثة مرقس الرسول من الإسكندرية إلى البندقية لكي يضعوها في الكنيسة المسماة باسمه هناك.
ودين الإسلام التوحيدي العظيم لم يتمالك عن تقديس الموتى واعتبارهم. فالمسلمون ما زالوا للآن يتمسحون بقبور الأولياء ويتبركون بها ويبنون لهم - للأولياء - المساجد على قبورهم.
نريد بذلك أن الإنسان الذي تشبع بالتوحيد ما زال يحن إلى ميوله الوحشية وتبعثه غريزة التدين الأصلية إلى العبادة الأولى: عبادة الجثث والأرواح.
Halaman tidak diketahui