16
وهناك مرويات أخرى، بخصوص آيات أخرى، وموضوع آخر، تجد نفسك في حيرة من أمر تصنيفها، حسب اللوحة الثلاثية، فإن اعتمدت روايات بعينها صنفتها ضمن ما نسخ تلاوته وحكمه، وإن اعتمدت روايات أخرى صنفتها ضمن ما نسخ تلاوته وبقي حكمه، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى الخبط وسوء التقدير. وهو ما يتمثل في رواية السيدة عائشة - رضي الله عنها - حيث تقول: «كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات، فنسخن بخمس معلومات، فتوفي الرسول
صلى الله عليه وسلم
وهي مما يقرأ في القرآن.»
17
والأمر يعني تحديدا التحريم القائم على الرضاعة بعدد الرضعات، وهو من اللون الذي يصنفه السيوطي في باب «ما نسخ حكمه وتلاوته معا». رغم أنه لو أخذنا بحديث السيدة عائشة، وبالتصنيفات على اللوحة الثلاثية، لأدرجناه ضمن باب «ما نسخ تلاوته وبقي حكمه». ووجه الإشكال في تصنيفه أصلا ضمن المنسوخ، أيا كان نوعه، أن النسخ كان لا بد من وقوعه في عهد الرسول
صلى الله عليه وسلم
نفسه، بينما السيدة عائشة - رضي الله عنها - تؤكد أن الرسول قد توفي وتلك الآية مما يقرأ في القرآن، وهو ما دفع أبا موسى الأشعري إلى اللجوء لاصطلاح «رفعت» في قوله التأويلي إنها نزلت ثم رفعت.
18
أما حال بقية العلماء فيصوره لنا أبو جعفر النحاس بقوله: «فتنازع العلماء هذا الحديث ... فمنهم من تركه، وهو مالك بن أنس ... وقال رضعة واحدة تحرم ... وممن تركه أحمد بن حنبل وأبو ثور، قالا: يحرم ثلاث رضعات، لقول النبي
Halaman tidak diketahui