يقال لهم:ما أنكرتم إذا أثبتم الضعف لهما، أو لأحدهما، أن يثبت العجز لهما، أو لأحدهما، ولا بد من الإجابة إلى ذلك وإلا طلبوا بالفصل.
وإن أجابوا إلى ذلك قيل لهم: وإذا قلتم: عاجز قديم: فهل يخلو أن يكون عاجزا لعينه، أو لعجز قديم.
فإن أثبتوا عجزا قديما، نقضوا التثليث، وأثبتوا أقنوما رابعا، وهو العجز.
وقيل لهم: ما أنكرتم من أن يكون القديم جاهلا، بجهل قديم، كما أثبتموه عاجزا يعجز قديم، فلا بد من الإجابة إلى ذلك أو يأتوا بين ذلك بفرقان.
فإن أجابوا إلى ذلك، أثبتوا أقنوما خامسا، وهو الجهل.
وإن زعموا أن القديم عاجز كما يعجز عنه لعينه.
قيل لهم: فما أنكرتم، من أن يكون قادرا على ما يقدر عليه لغيره، لا يقدرة وهذا هدم للقول بالأقانيم، وإبطال التثليث.
ويقال لهم: إذا قلتم: ثلاثة أقانيم، جوهر واحد فقولوا: كل أقنوم منه إله.
فإن قالوا لا.
قيل لهم: ولم منعتم من ذلك، وجوهرهما واحد؟
ولم زعمتم أن الجوهر إله دون أن تقولوا: إن الجواهر الثلاثة، هي ثلاثة آلهة، إذا كان جوهرهما واحدا.
وإن قالوا نعم.
قيل لهم: فثلاثة آلهة إله واحد.
فإن قالوا نعم.
قيل لهم: فما أنكرتم أن تكون ثلاثة أشياء شيئا واحدا، وأن يكون ثلاثة قادرين قادرا واحدا، وثلاثة فاعلين فاعلا واحد، فما الفرق بين ثلاثة أقانيم، وثلاثة جواهر، خواص جوهرها واحد، وبين ثلاثة فاعلين فاعل واحد، فلا فرق في ذلك - تعالى الله - عن جميع ما قالوا علوا كبيرا.
الباب التاسع والثلاثون
في الرد على من زعم من النصارى أن المسيح ابن الله
عز وجل وتعالى عن ذلك
زعمت فرقة من النصارى أن المسيح عيسى بن مريم ابن الله، واعتلوا فقالوا: وجدنا من لا ابن له ناقصا، والذي له ابن أكمل، فوجب أن نصفه بالصفة التي توجب الكمال والتفضيل.
يقال لهم: فقولوا: إن عينين ويدين، كمثل علتكم هذه.
ومن ذلك قالوا: إن الابن نطق، والروح حياة، ومن ليس بناطق فهو أخرس، ومن لا روح له فهو ميت.
Halaman 33