201

Nur

النور لعثمان الأصم

Genre-genre

وأما الضرب الذي ليس من حكم الله، أن يفعله إلا بعد الدعاء، كدعاء الأنبياء -صلوات الله عليهم- للأشياء التي لولا دعاؤهم بها، لم يتفق كونها، على سبيل ما اتفقت عليه من الكثرة ومقادير الأوقات، لعلم الله تعالى، بأن ذلك لا يكون موجبا للحجة. ولا واقعا للمصلحة، إلا بأن يكون بعد ذلك الدعاء.

وقد علمنا أن المسلمين يوجهون دعاءهم إلى الله، في النصرة على المشركين، وقي استسقاء الغيث، وفي كشف ما كان من المكاره، وفيما أشبه ذلك. وجرى

مجراه، رغبة إلى الله تعالى، وطمعا أن يكون اجتهادهم، سببا لاجتلاب ما سألوا.

فقد دل ذلك على أن من الدعاء، ما لو لم يكن الشيء المسئول فيه. وإن كنا لا نعرف كل شيء من ذلك بعينه، مما سواه.

ولكنا نعلم في الجملة: أن مما ندعو به: أن الله يفعله، دعونا به، أو لم ندع به.

ومنه: ما نعلم أن الله تعالى، لا يفعله إلا بعد أن ندعو به.

ومنه: ما لا ندري، من أي الصنفين هو؟ فنحن ندعو به، لحسن الدعاء في ذلك، من الوجهين جميعا.

قال المؤلف: ولعل ها هنا وجها ثالثا، أغفله أبو محمد، حتى قال: إن الدعاء على وجهين. وهما اللذان ذكرهما.

Halaman 201