فأما غيائي ولجائي، فعسى أن لا يجوز. يقول: أستغيث بك وألتجئ بك. وأما همي ومنائي ونوري وضيائي، فالله أعلم إلا أني أقول: إن كان يعني النور نورا، يهتدى به من الضلالة. فإن قصد إلى ذلك، فأرجو أنه يجوز- انقضى.
مسألة:
ولا يجوز على الإطلاق: اللهم لا تغرض عني. ويجوز: اللهم يا عظيم الرجاء، أي عظيم المرجو.
محمد بن الحسن-قلت: هل يجوز في الدعاء: يا رب ارض عنا برضاك وتب علينا بتوبتك أم لا؟
قال: إني أكره أن يتكلم المتكلم بذلك لوعوثة لفظه.
وأما إذا أراد: أثبنا بثوابك، وارحمنا برحمتك، فقد أصاب؛ لأن الرضى والتوبة من الله، رحمة وثواب.
مسألة:
من قال: اللهم اكفنا ظلمة خلقك، يجوز. ومن قال: اعتمادنا بعد الله على فلان، فإنها كلمة أكره المقال بها، إلا أن يقول: اعتمادنا على فلان، بعد توكلنا على الله.
ومن قال: ذهب الله بأصل كذا. فإن كان شيئا قد أهلكه الله. فقال بذلك على وجه الإخبار، فلا بأس.
وكذلك إذا دعا بذلك، على أحد من أعداء الله. فقال: ذهب الله بنفسه أو بسمعه أو ببصره، فلا بأس بذلك.
ومن قال: كسح الله بأثر فلان، إذا كان ممن يظلم الناس ويؤذيهم.
قال: لا أرى ظاهر اللفظ يصلح. إذا أراد بذلك الهلكة، فلا أراه مأثوما.
ومن قال: طير الله، ولا طيرك، أي فعل الله وحكمه، لا فعلك وحكمك.
قال الفراء: الطائر عندهم: العمل. ومنه قول تعالى: { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } أي عمله.
مسألة:
سألت أبا معاوية: هل يجوز أن يقول الرجل: اللهم صل على محمد، كما صلت عليه ملائكتك؟
قال: نعم. ويقال: إنه يقال: اللهم صل على محمد، كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد. وبالله التوفيق.
*****************
الباب السبعون والمائتان
في الحاجات والمآرب والأمور التي يجوز أن يسألها الله تعالى
Halaman 191