43

Nur Yaqin

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين

Penerbit

دار الفيحاء

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1425 AH

Lokasi Penerbit

دمشق

Genre-genre

Sirah Nabi
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْرًا ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ «١» . وممن أعتق أبو بكر بعد شرائه: أم عنيس «٢» كانت أمة لبني زهرة وكان يعذبها الأسود بن عبد يغوث. وممن عذب في الله: عمار بن ياسر وأخوه وأبوه وأمه كانوا يعذبون بالنار فمرّ بهم رسول الله ﷺ فقال: صبرا ال ياسر فموعدكم الجنة اللهم اغفر لال ياسر وقد فعلت. أما أبو عمار وأمه فماتا تحت العذاب رحمهما الله، وأما هو فثقل عليه العذاب فقال بلسانه كلمة الكفر، فإن أبا جهل كان يجعل له دروعا من الحديد في اليوم الصائف ويلبسه إيّاها، فقال المسلمون: كفر عمار، فقال ﵊: عمار مليء إيمانا من فرقه «٣» إلى قدمه، وأنزل الله في شأنه استثناء في حكم المرتد، فقال جل ذكره في سورة النحل مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ «٤» . وممن أوذي في الله خبّاب بن الأرت سبي في الجاهلية فاشترته أم أنمار، وكان حدادا وكان النبي يألفه قبل النبوة، فلما شرّفه الله بها أسلم خباب، فكانت مولاته تعذبه بالنار فتأتي بالحديدة المحمّاة فتجعلها على ظهره ليكفر، فلا يزيده إلا إيمانا. وجاء خباب مرّة إلى رسول الله وهو متوسد بردة «٥» في ظل الكعبة فقال: يا رسول الله ألا تدعو الله لنا؟ فقعد ﵊ محمّرا وجهه فقال: إنه كان من قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ويوضع المنشار على فرق رأس أحدهم فيشق ما يصرفه ذلك عن دينه، وليظهرنّ الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت «٦» لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه «٧» . قال ذلك ﵊ وهو في هذه

(١) اية ١١. (٢) وقد وردت في ابن هشام أم عبيس. (٣) هو وسط الرأس وهو الموضع الذي يفرق فيه الشعر. (٤) اية ١٠٦. (٥) كساء أسود مربع فيه صغر تلبسه الأعراب جعلها وسادة له. (٦) موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل موضع في أقصى أراضي هجر اه من ياقوت (المؤلف) . (٧) رواه البخاري.

1 / 45