طريق الهُدى
حديث أذيع سنة ١٩٧١
إذا كنتم مصطافين في قرية في الجبل فأصابها الزلزال وانبعث من رأس الجبل بركان، وهرب كل من كان فيها ولكنهم لا يدرون من أين يسيرون، وصار كلُّ مَن اختار وِجهةً يدعو إلى اتّباعه فيها ويزعم أنه لا نجاة إلا بالاتجاه إليها. وتداخلت الأصوات واشتدّ الزحام والصدام، وحِرْتُم فلا تدرون أي طريق تسلكون، وإذا بشرطي يقول لكم إنه موفَد من شيخ البلد ليصحبكم ويدلّكم على طريق النجاة. هل تثقون به وتتبعونه وتمشون معه، أم تُعرضون عنه وتضيّعون الوقت في التردد بين الطرق واتباع سالكيها؟
هذا هو مثالنا في هذه الأيام.
لقد ضلّت القافلة وغاب الدليل، وتشابهت الطرق وكثر الاختلاف، كلٌّ يدعوك أن تذهب مذهبه وتتبع طريقه. وكلها مذاهب يضلّ سالكوها وطرق يضيع الذين يمشون فيها، ورسول الله ﷺ يدعوك ليدلك على الصراط المستقيم، صراط العزيز الحكيم. فهل تتبع صراط الله أم تسلك تلك السبل التي يدعو إليها ضُلاّل البشر؟
1 / 61