وحدهم، بل أقصد السامعين جميعًا. وإذا كان معك ثلاثة آلاف ريال فأنت غني بالنسبة لمن معه خمسمئة وعنده خمسة أولاد لا يعرف كيف يسدّد بها نفقاتهم في العيد، فلو أعطيته مئة لفرح بها. وهو غني بالنسبة لمن معه مئة فقط وله خمسة أولاد مثله، فلو أعطاه عشرين لفرح بها.
وإذا كان عندك ثوب لا يزال صالحًا وكنت تقدر على شراء غيره، فأعطِه لمن يفرح به ويجده ثوب العيد واشترِ غيره، تلبس جديدًا وتكسب الثواب. وإذا فتشت عن بيّاع للقماش صالح قليل المورد وقصدت بشرائك منه مساعدته، وبحثت عن خيّاط صالح قليل الزبائن وقصدت معونته، كان لك بهذا وبذاك صدقة.
وابدأ في الصدقة بأقربائك، فإن إعطاءَ الفقير الغريب حسنةٌ وإعطاءَ القريب الفقير حسنتان، لأنه صدقة وصلة رحم، ولا يقبل الله صدقة عبد وفي قرابته مَحاويج. ثم بجيرانك، فمَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر لا يبيت شبعانَ على مائدته عشرة ألوان وجارُه جائع أو محروم ما عنده إلا صحن الفول. وفضّل الولد اليتيم والشيخ العاجز وطالب العلم، أما هؤلاء الشحادون الذين يتخذون السؤال حرفة وهم أقوياء أصحّاء يستطيع الواحد منهم أن يجرّ عربة فلا تُعطِهم، فإن إعطاءهم يشجعهم على هذه المهنة التي يأباها الإسلام.
* * *
إن صدقة الفطر التي لا بد منها لاستكمال العبادة في هذا الشهر تكاد تكون واجبة على أكثر الناس، فلا تقتصر فيها على
1 / 52