345

Nukat Wafiyya

النكت الوفية بما في شرح الألفية

Editor

ماهر ياسين الفحل

Penerbit

مكتبة الرشد ناشرون

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م

Genre-genre

Perbualan
قولُهُ: (مُتهوكونَ) قالَ ابنُ فارسٍ: «الهَوَكُ: الحُمقُ والتهوكُ: الوقوعُ في الأشياءِ» (١). وقالَ ابنُ القطاعِ: «هَوَكَ هَوَكًا: حَمُقَ، وأيضًا: تَحيَّرَ» (٢). وَقال عَبدُ الحقِ في "الواعِي": «والهَوَكُ والتَهَوُّكُ: الحيرةُ في الأمورِ».
وقولُهُ: (أمتهوكونَ)، أي: أمتحيرونَ، ورَجلٌ هوَّاكٌ وَمتهوكٌ، إذا كانَ يقعُ في الأُمورِ بحمقٍ، والأهوكُ: الأهوجُ، وأصلُهُ الذي يتهوكُ في الأُمورِ، أي: يتحيرُ فِيهَا (٣). وللدارمي (٤) أيضًا: عن يَحيى بنِ جَعدةَ مُرسلًا قالَ: أُتِيَ النَبيُّ ﷺ بكتفٍ فيهِ كِتابٌ، فقالَ: «كَفى بقومٍ ضَلالًا أنْ يرغَبوا عما جاءَ بهِ نبيُهُم، إلى ما جَاءَ بهِ نبيٌ غيرُ نبيهِم، أو كتابٌ غيرُ كتابِهم» فأنزلَ اللهُ ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ .. (﴾ الآيةَ (٥) (٦). فَالجوابُ: أَنَّ هَذهِ الأحاديثَ الناهيةَ تحملُ على تَصديقِهم فيمَا لَم يكن في شَرعِنا ما يصدقُه، أو يكذبهُ، جَمعًا بينهَا وبينَ احتجاجِهِ ﷺ بالتوراةِ في قِصةِ الزَاني، كَما في الصَحيحَينِ (٧)، عَن ابنِ عُمرَ ﵄.

(١) مجمل اللغة لابن فارس مادة (هوك).
(٢) الأفعال لابن القطاع ٣/ ٣٥٢.
(٣) انظر: لسان العرب مادة (هوك)، وتاج العروس مادة (هوك).
(٤) سنن الدارمي (٤٨٤).
(٥) العنكبوت: ٥١.
(٦) جاء في حاشية (أ) من خطِّ البقاعي: «بلغ الله المأمول شهاب الدين الحمصي الشافعي قراءة بحث، وسمع الجماعة، وكتبه إبراهيم البقاعي لطف الله به».
(٧) الحديث في: صحيح البخاري ٨/ ٢١٣ - ٢١٤ (٦٨٤١)، وفي صحيح مسلم ٥/ ١٢١ (١٦٩٩) (٢٦) وللحديث طرق أخرى في الصحيحين وغيرهما.

1 / 358