189

============================================================

هيد نشاة علم الكلام وتمريفه وموضوعه ومكانته وغايته وحكمه 18 هو الماء الجاري من (1) بين (2) خلال الشجر 7أ /22] ومن هذا قالوا: يتغلغل إلى كذا(5) أي يتوصل إلى الدخول في أسبابه، وأصله : يتغلل ثم أبدلوا من إحدى اللامات غينا : (قوله: (المشتق من الكلم) هذه المناسبة بعيلة، لأن الكلام لم يستعمل بمعنى الجرح) (4) (5).

قوله: (هذا هو كلام القدماء)(6) يعني علم التوحيد والصفات المتقدم ذكره في قوله: (وبالثانية علم التوحيد والصفات) أي آن علم الكلام عند القدماء هو: مباحث الذات والصفات لا غير، ثم لما غربت كتب الفلسفة تعرضوا لكثير منها فيه، مع مباحث النبوات والمعاد، كما سيأتي في نفس الشرح.

قوله: (لأنهم أول فرقة إلى آخره)(7) قال ابن جماعة: "هذا تعليل لما ذكره من الخصوص، ولعلك تقول: كما أنهم خالفوا ظاهر [ب /22] ما ورد به السنة، كذلك خالفوا ظاهر ما ورد به الكتاب، وذكر هذه المخالفة أشنع وأبشع في حكاية حالهم الرذيلة وتفظيع شأنهم فلم عدل عن ذلك؟ وما السر فيه ؟ فنقول (8): يجوز أن يكون مراده بالمخالفة : مخالقة الترك، وتقديم القياس، وذلك لا يتأتى لهم بالنسبة إلى ظاهر الكتاب، بل ذلك منهم بالنسبة إليه مخالفة تأويل فتفطن له1، ومراده من "جماعة الصحابة": إجماع الصحابة لأنه أضاف جماعة إلى المعرفة، وذلك يفيد العموم، ولوعبر بقوله:" إجماع الصحابة" لكان أبلغ في الإيصال (5) إلى المقصود، لأنه من جهة اللفظ أبشع (10) وإن كان في المعنى مساويا له .

(1) من: ساقط من : (ج).

(2) بين: زيادة من : (ب) و(ج) .

(3) كذا: ساقط من: (ج).

(4) ما بين المعقوفتين متقدم في (ب) و (ج) على قوله : وتغلغلا فيه، وما في: (1) موافق لما في شرح العقائد.

(5) في (ب) هامش للناسخ وهو: "أقول: هذا الاستبعاد سهو لأنه لم يقل: إن الكلام يشتق من الجرح، بل قال: من الكلم، والكلم بمعنى الجرح لا منكر له لغة فتأمل، وتبع الشيخ - رحمه الله تعالى - في الاستبعاد الرضي - رحمه الله - وتعليله بأن الكلام لم يستعمل بمعنى الجرح يذلك على أن مراده الاشتقاق الصغير الذي يعتبر فيه الموافق في المعنى والحروف الأصلية بترتيبها، وليس مراد الشارح إلا الاشتقاق الأكبر، ولا يعتبر فيه إلا التناسب في المعنى، ويكتفى فيه بالتواقق في بعض الحروف، نحو: ثلم وثلب، وحينيذ فجهة التناسب هنا أن الكلم يؤثر في الفؤاد كسائر الجراحة في البدن، قال الشاعر: وجزح اللسان كجرح اليد.

(6) شرح العقائد:6.

(7) شرح العقائد: ك وتكملته : أسسوا قواعد الخلاف لما ورد به ظاهر السنة وجرى عليه جماعة الصحابة - رضوان الله عليهم في باب العقايد.

(8) في (ج) : فيقول.

(9) في (ج) : الاتصال: (10) في (ج) : أشبع

Halaman 189