Nukat dan Uyun
النكت والعيون
Penyiasat
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
Penerbit
دار الكتب العلمية
Lokasi Penerbit
بيروت / لبنان
ثم فيما أُرِيدَ بالصفرة قولان: أحدهما: صفراء القرن والظلف، وهو قول سعيد بن جبير. والثاني: صفراء اللون كله، وهذا قول مجاهد. وفي قوله تعالى: ﴿فاقع لونها﴾ ثلاثة تأويلات: أحدها: الشديدة الصفرة، وهذا قول ابن عباس، والحسن. والثاني: الخالص الصفرة، وهذا قول قطرب. والثالث: الصافي، وهذا قول أبي العالية، وقتادة. ﴿تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: تعجب الناظرين بصفرتها، فتعجب بالسرور، وهو ما يتأثر به القلب، والفرح ما فرحت به العين، ويحتمل قوله: ﴿تَسُرُّ النَّاظِرِينَ﴾ وجهين: أحدهما: بحسن لونها فتكون ... . لصفرتها. والثاني: حسن سمتها، وصفت بذلك، ليكون ذلك زيادة شرط في صفتها، غير ما تقدم من ذكر صفرتها، فتصير البقرة على الوجه الأول، ذات وصف واحد، وعلى الوجه الثاني، ذات وصفين. قوله تعالى: ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ﴾ فسألوا سؤالًا ثالثًا، ولم يمتثلوا الأمر بعد البيان الثاني، فروى ابن جريج، عن قتادة، أن رسول الله ﷺ قال: (أُمِرُوا بِأَدْنَى بَقَرةٍ وَلَكِنَّهُم لَمَّا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِم شَدَّدَ اللهُ عَلَيْهِم، وَأيمُ اللهِ لَو أَنَّهُم لَمْ يَسْتَثْنُوا لَمَا بُيِّنَتْ لَهُم آخرُ الأَبَدِ) يعني أنهم لو لم يقولوا: ﴿وَإِنَّا إِن شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ﴾ ما اهتدوا إليها أبدًا. قوله ﷿: ﴿قَالَ: إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرةٌ لاَّ ذَلُولٌ﴾ يعني لم يذللها العمل.
1 / 140