قوله: (والصاد من سين سبقت قافا أو خاء أو طاء أو غينا)، مثال ذلك: اسقر، وصخر، وصراط، وإصبع في سقر وسخر وسراط، وإسبع. وإنما ابدلوا لتجانس الحرفين الحرف المستعلي والحرف المبدل . وكلما قرب المستعلي منها كان القلب أجود. ويجوز القلب مع التراخي فتقول: مصاليخ في مساليخ، فإن كان حرف من هذه المستعلية قبل السين لم يجز القلب نحو: قسب وطست.
اقوله: (وما لم يذكر من حروف الزيادة لا ينقاس) ، يريد، وما لم يذكر في اهذه المقدمة من الحروف التي يبدل بعضها من بعض، والحروف المزيدة فلا ينقاس على شيء منه ، لأن غرضه في هذه المقدمة ذكر الأشياء التي يقاس اعليهاروتكون أصولا وأما ما ليس كذلك، فإنما هو من باب اللغة إذ لاتنبني اعليه قاعدة، وقد جرى في غضون كلامه على حروف الزيادة وحروف البدل اشياء مما لا ينقاس . فأما حروف الزيادة فقد ذكرها كلها لكنها زيدت في أماكن 53/أ] لا يقاس عليها فلم يذكرها. وأما حروف البدل فذكر أنها تسعة عشر حرفا اجمعها في قوله . شفعت إلى آخره . تكلم منها على أربعة عشر حرفا في الأماكن الي ينقاس إبداها وبقيت خمسة، الفاء والعين واللام والشين والنون.
أما الفاء فأبدلت من التاء قالوا: فم في ثم. . وجدف في جدث.
وأما العين فأبدلت من الهمزة ولا يفعل ذلك إلا بنو تميم وقبائل من أسد ورووا بيت الشماخ: انيت أن ربيعا عن رعى إبلا يهدي إلي خناه ثاني الجيد(1) يريد: أن رعى إبلا، وهذيل تبدل من الحاء العين أيضا في "حتى" قرأ (2 قارئهم لنسجننه عتى حين"(2).
(1) في ديوان الشماخ 115، روايته دون قلب: نبئت أن ربيعا أن رعى إبلا..
وانظر: مجازالقران 46/2، والاقتضاب 418 .
(2) من سورة يوسف : 35، وهذه قراءة ابن مسعود. انظر: الشواذ لابن خالويه 67.
260
Halaman tidak diketahui