قوله: (فرجع بِها) أي: بالآيات أو بالقصة.
قو له: (فزمَّلُوه) أي: لَفُّوه، والرَّوْع -بالفتح-: الفزع.
قوله: (لقد خشيت عَلى نفسي) دل هذا مع قوله: "يرجف [٣٠/ ب] فؤاده" (١) عَلى انفعال حصل له من مجيء الملك، ومن ثَمَّ قَالَ: زملوني.
والخشية المذكورة اختلف العلماء في المراد بِها عَلى اثني عشر قولًا:
أولها: الجنون، وأن يكون ما رآه من جنس الكهانة، جاء مصرحًا به في عدة طرق أوضحتها في الشرح الكبير، وأبطله أبو بكر ابن العربي، وحُقَّ له أن يبطل.
ثانيها: الهاجس، وهو باطل أيضًا؛ لأنه لا يستقر، وهذا استقر وحصلت بينهما المراجعة.
ثالثها: الموت من شدة الرعب.
رابعها: الوحي.
خامسها: دوام الوحي.
سادسها: العجز عن حمل أعباء النبوة.
سابعها: العجز عن النظر إلى الملك من الرعب.
ثامنها: عدم الصبر عَلى أذى قومه.
تاسعها: أن يقتلوه.
عاشرها: مفارقة الوطن.
حادي عشرها: تكذيبهم إيّاه.
ثاني عشرها: تعييرهم إيّاه.
وأولَى هذه الأقوال بالصواب، وأسكنها من الارتياب: الثالث واللذان بعده، وما عداها فهو معترض، والله الموفق.
قوله: (فقالت له خديجة: كلا) معناها: النفي والإبعاد.