Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genre-genre
وأخبرني الثقة عمن أخبره ممن حضر ذلك الجمع أن الأمير سنان لعنه الله جمع الأمراء والرؤساء جميعا في ذلك وتكلم بكلام معهم مضمونه أن هذا الداعي عدو لكل أحد منا لا يترك لأحد منا باقية، والرأي أن نجتمع كلنا على هذا الرجل يعني السيد عامر لأنه أعظم أصحابه نكاية لنا ولو يحصل لنا قصد الداعي نفسه لكان هو الأولى وإلا نفع ولكنه غير ممكن لشدة حذره، والآن لا بد لنا من عهود نؤكدها بيننا أننا يد واحدة على هذا المقصد، ويكون أمرنا إلىواحد منا وهو الأمير أحمد بن محمد صاحب كوكبان لأنه صاحب البلاد التي فيها السيد عامر فامتنع صاحب كوكبان أن يكون الأمر بيده، وأجمع كل الأمراء أن يكون الأمر وتدبير الحرب إلى الأمير سنان فحلف كل واحد له أنه سامع ومطيع ممتثل لأمره كائنا ما كان فقال: الرأي أن نجمع الخيل مع الأمير عبد الله بن مطهر والأمير يحيى الداعي في عسكر كثير يبقون عند بكر في الضلع مركزا خشية من أن يقطعهم السيد عامر رحمه الله من ورائهم، وكان السيد عامر رحمه الله في مقفوز الحصان والأمير علي بن شمس الدين بن الإمام باق في موضع يسمى حجر الزكاتين في عسكر معه من أهل كوكبان خشية من أن يقطعهم من في ثلاء من أصحاب الإمام عليه السلام ثم قصد الأمير سنان ومن بقي معه من الأتراك وأهل كوكبان من في الطويلة من أصحاب الإمام [فأخبرهم] يوما كاملا، وقتل من الفريقين كثير، ثم كثر الأتراك ففضوا ما قدامهم فدخلوا المدينة، وكان في موضع يسمى القرانيع بالقرب من مدينة الطويلة رتبة من أصحاب الإمام وفي موضع يسمى القاهرة رتبة أيضا، وكانت طريق الأتراك الطويلة بالقرب من القاهرة ولم يقدر أهل القاهرة على دفعهم مع كون الأتراك لم يتعرضوا الحرب بل جعلوا همهم من كان في المدينة من أصحاب الإمام عليه السلام، ولما دخل الأتراك المدينة انحاز أهل القرانيع وانحصروا في مواضعهم ولم يقدر أصحاب الإمام عليه السلام على استخلاصهم حتى خرجوا إلى أيدي الأتراك برفاقة وهم نحو ثلاثمائة وعشرون رجلا فسلموا لم يقتل منهم إلا السيد محمد الصادق من بني سحلة أصابته حجر المدفع قبل خروجه، واستقر الأتراك في المدينة واشتد عليهم الحرب وضاق الأمر [ق/179]، وثبت السيد عامر رحمه الله ثباتا يضرب به المثل ويعجز عنه شجعان الدهر، وكادت الطريق والمواد تنقطع عن الأتراك ونزل أهل القاهرة يوما فنهبوا طعاما وباروتا ورصاصا كان أهل كوكبان قد أرسلوا به إلى محطة الأتراك بالطويلة، وكادت أمور الأتراك تضمحل وتنهار لأنهم كانوا كالمحصورين وكانوا يقصدون السيد عامر وأصحابه فما يرجعون إلا بالخسران والذلة والنقصان، وكان أهل مدينة الطويلة قد هربوا عنها، وأهل حصن الطويلة قد تضعضعت أحوالهم وركت من طول الحصار فلم يقدروا يقوموا ببعض مؤن جند الأتراك فبقي الأمر كذلك نحو تسعة أيام، ثم وقع خدع من بعض أهل الحيمة الذين مع السيد عامر مثل الشيخ محمد البعبعي وغيره من مشائخ الحيمة بدراهم جعلت لهم من الأتراك كثيرة ففارقوا السيد عامر في نحو ثلاثمائة من أهل الحيمة وعزموا بلادهم والحرب قائمة، فوهن بذلك أمر السيد عامر رحمه الله وانكسر من بقي معه من مقفوز الحصان في بعض الحروب، وكان السيد عامر رحمه الله في ذلك اليوم الذي وقع فيه الحرب والهزيمة في سافوف وهو بالقرب من مقفوز الحصان، وكان له هناك بيت يقف فيه وسرية، فاستشهد من أصحاب الإمام عليه السلام نحو أربعة وعشرين رجلا وتأخر السيد ومن معه إلى جبل أهنم بقي فيه نحو ثلاثة أيام وأحس بركة تلك البلاد وضعفهم فتأخر إلى بلاد لاعة، ثم وصل إلى عند السيد شمس الدين أحمد بن محمد بن علي المحرابي إلى بلاد مسور، ثم وصل الإمام عليه السلام كما سيأتي إن شاء الله تعالى. انتهى.
Halaman 520