123

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genre-genre

وأخبرني سيدي أحمد أطال الله بقاه أيضا عن القاضي العلامة سعيد بن صلاح الهبل أنه كان في تلك المدة في صنعاء ويخالط الشيخ المذكور، ووصف من تعظيم الترك له كثيرا، وأن سنان باشا كان يزوره فلا يقوم له، قال: وكان في دار فإذا أذن للداخل عليه فتح الباب غير من يراه الناس، قال: فلما دخل مسجد داود وهو يريد الاتفاق بحي سيدنا العلامة عز الدين عمدة الزاهدين محمد بن يحيى بن سلامة رحمه الله تعالى، وكان محبوسا في قصر صنعاء وعليه ضمانات أشراف الجوف، ويقيم في مسجد قصر صنعاء لأنه ممن لزم مع حي مولانا الإمام الحسن عليه السلام، فاتفق أن الحاسب المذكور قال للوزير حسن: هذا صاحبكم في صنعاء، وكان يقول بحليته وصفته ولا ينطق بالاسم بل يقول في اسمه ميم، قال: فلم يشعر العلماء الذين في المسجد، وهم عدة منهم: القاضي العلامة علي بن قاسم السنحاني، وسيدنا العلامة [ق/74] عامر بن محمد الذماري وهو الذي كان الإمام مختفيا في منزلته ولا يعرفه الباقون صورة وإنما يسمعون به، وكان عليه السلام في لباس مخالف للفقهاء من الصوف فما عليه لذلك معول، وغيرهم من علماء الزيدية إلا وباب المسجد مملوء تركا وخدما من أصحاب الباشا حسن يطلبون من في المسجد جميعا، فلما أرهقوهم وحثوهم، وهم يحافظون على أهل الهيئة واللباس لظنهم أنه المقصود ولا خبر عندهم إلا أنهم طلبوهم لعطاء، قام عليه السلام وترك شملته، ودخل المطهر فقال له أحد الخدم: أكمل الطهور يا فقيه والحق بالفقهاء، وسار وتركه، قال: فقام عليه السلام وصلى ركعتين كأنه تابع لهم حتى وصل باب مسجد القصر، ودخل المسجد فاتفق بحي سيدنا محمد بن يحيى بن سلامة رحمه الله.

Halaman 342