Nithar Azhar
نثار الأزهار في الليل والنهار
Penerbit
مطبعة الجوائب
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٢٩٨ هـ
Lokasi Penerbit
قسطنطينية
وإن كانت من الطير فإن هذا وهي تحبل وتلد وتحيض وترضع وزعم صاحب المنطق أن ذوات الأربع كلها تحيض على اختلاف في القلة والكثرة والزمان والخضرة والصفرة والغلط
والرقة وليس في سائر الطير ما يحيض ولا يبيض إلا الخفافيش وبلغ من ضن الخفافيش يولدها وخوفها عليه أنها تحمله تحت جناحها وربما قبضت عليه بفمها قبضا رقيقا وربما أرضعته وهي تطير وتقوى من ذلك ويقوى ولدها على ما لا يقوى عليه الحمام وسباع الطير وربما أتأمت الخفاش أنه من الطير وليس له منقار مخروط وله فم فيما بين مناسر السباع وأفواه البوم وفيه أسنان حداد صلاب مرصوفة من أطراف الحنك إلى أصول الفك إلى ما كان في نفس الخطم وقد عرفت درب أسنانها ومن أعاجيبها تركها البراري والقفار وقصدها منازل الناس وأرفع مكان وأحصنه من البيوت فتتوطنه وأنها طويلة العمر حتى تجوز حد العقاب والورشان إلى النسر وتجور حد الفيلة والأسد وحمير الوحش إلى أعمار الحيات وإن أبصارها تصلح على طول العمر فيقال أن التي يطرن في القمر من المسنات المعمرات وإن أولادهن إذا بلغن لم تقو أبصارهم على ضياء النور وإنها تصبر على فقد الطعام وأنها تضخم وتجسم وتقبل اللحم على الكبر والسن والنساء وأشباه النساء يزعمون أن الخفاش إذا عض إنسانا فلا يدع سنه من لحمه حتى يسمع نهيق حمار وحش. قال: فما أنى فزعي من مس الخفافيش ووحشتي من قربها إلى أن بلغت والذي لا يبصر بالليل من الناس تسميه الفرس سكون وتأويله أعمى ليل وليس له في لغة العرب أسم أكبر من أنه يقال للذي يبصر بالليل من الناس به هذيل وأما الأغطش فإنه سيئ البصر بالليل والنهار وإذا كانت المرأة رديئة البصر بالنهار قيل لها
1 / 87