Feminisme dan Falsafah Sains
النسوية وفلسفة العلم
Genre-genre
84
وعلى الرغم من أن بيكون بذل ما لم يبذله مفكر آخر في صياغة وبلورة مقولة «السيطرة على الطبيعة»،
85
ودشن عصرها، فإنه ليس مبتدع الفكرة، ولا هي نشأت في عصر النهضة وما تلاه، بل هي متغلغلة في التراث الغربي تغلغل المركزية الذكورية فيه. بذلت محاولات لتتبع جينالوجيا فكرة السيطرة على الطبيعة منذ تقاليد العهد القديم التي تصور الإنسان سيد الكون. وثمة عناصر منها في السحر والسيمياء والكوزمولوجيا القديمة. ومنذ فجر الفلسفة الإغريقية، آمن فيثاغورث بأن الأرقام مفاتيح لفك أسرار الطبيعة ... لكن العلم الحديث هو الذي تكفل بتحقيقها بنجاح خفاق، بلغ أوجه في الميكنة والتصنيع، ناهيك عن الثورة التكنولوجية الراهنة.
86
العلم يدرس الطبيعة لا ليفهمها من أجل العيش معها في وئام، بل من أجل غزوها وإخضاعها واستغلالها لسعادة الإنسان، يستجوبها ويأمرها بأن تطيع قوانينها. القوة والقهر والهيمنة والسيطرة على الطبيعة هما التمثيل العيني للقيم الذكورية التي سادت العلم الحديث، فأدت إلى الكارثة البيئية والكوارث الاستعمارية. إنها القيم التي قامت فلسفة العلم النسوية لمواجهتها، عن طريق إبستمولوجيا وميثودولوجيا نسوية. (13) الإبستمولوجيا النسوية
بداية نلاحظ أن الإبستمولوجيا (نظرية المعرفة) قبل أن تكون معقل فلسفة العلوم (نظرية المعرفة العلمية) هي أحد الفروع الثلاثة الأساسية للفلسفة (المعرفة، الوجود، القيمة). والإبستمولوجيا النسوية تبحث هي الأخرى أسئلة الإبستمولوجيا الأساسية؛ أي شروط المعرفة ومصادرها ومعاييرها ومناهجها، وموقف العارف في العملية المعرفية، وتضيف إليها تأثير أو دور الجنوسة في عملية المعرفة.
كان من الضروري أن تعنى النسوية بتحليل الخبرات المعرفية الخاصة بالنساء، وبتفسير أعمق لدورهن المتقلص في ماضي المعرفة الإنسانية والإمكانيات التي يحملنها، فأصبحت الإبستمولوجيا محورا من محاور النسوية الجديدة. لم تعد محض موضوع منطقي تخصصي، بل أصبحت استراتيجية شاملة لتحقيق الأهداف العينية، التأسيس النظري للمعرفة أداة فعالة في يد النسوية تتكامل مع ممارساتها في تحليل أسباب وبنيات وآليات القهر الاجتماعي للمرأة وتهميش دورها، وتوحد من دعاوى مشروع التحرير. لقد اكتسبت الإبستمولوجيا النسوية أهمية متزايدة في أطروحاتهن.
وتتميز الإبستمولوجيا النسوية بدور محوري لمقولة الذاتية التي تلعب دائما دورا في النسوية، منذ كتاب ماري ولستونكرفت التي أشارت إلى أن الذاتية ذريعة الرجل لحجب المرأة عن الحياة العامة والحياة السياسية.
وتستفيد الفلسفة النسوية الجديدة من تحولات ما بعد الحداثة في النظر إلى الذات العارفة، من حيث إن لها الدور المحوري في عملية المعرفة، لكن أساسا بوصفها موقعا لاستقبال المعنى وليس مصدرا له.
Halaman tidak diketahui