Feminisme dan Falsafah Sains
النسوية وفلسفة العلم
Genre-genre
كانت الهيرومنيوطيقا في أصلها منهاجا لتفسير الكتاب المقدس، ثم اتسع مداها في الفكر المعاصر - بفضل جادامر وسواه - للتعامل مع سائر النصوص.
45
وبالعود إلى الكتاب المقدس ظهرت دراسات الإنجيل النسوية من منظور مقابل ولأهداف مقابلة للرؤية الذكورية التي احتكرها الرجال طوال التاريخ. يؤكد اللاهوت النسوي أن الخطاب اللاهوتي التقليدي محكوم بالذكورية التي حكمت عليه بالانحياز، وبالتالي يغدو اللاهوت النسوي سبيلا إلى خطاب لاهوتي أكثر توازنا واكتمالا. كان ثمة لاهوت نسوي في السجال الدائر بين الكاثوليك والبروتستانت، ولاهوت نسوي يهودي. وظهرت أيضا دراسات التصوف النسوي، التي تبرز الخصائص المميزة للخبرة الصوفية النسوية، وتكشف عن النساء المتصوفات في العصور الوسطى وسيرهن التي لم تلق ما تستحقه من عناية (ولكن أحسب أننا أعطينا رابعة العدوية حقها ويزيد). وأيضا لفتت النسوية الأنظار إلى أن فن السيرة الذاتية الذي ظهر في القرن التاسع عشر كاد يقتصر على الرجال العظام، ولا بد أن يكون ثمة اهتمام مماثل بسير النساء العظيمات، وأسلوب في فن كتابة السيرة الذاتية للمرأة.
وكانت اللغويات من أبرز المجالات التي شهدت مدا نسويا لافتا، ينطلق من مسلمة معاصرة تقول إن اللغة ليست مجرد وسيط شفاف يحمل المعنى، بل هو ككل مؤسسة اجتماعية محملة بأهداف ومعايير وقيم المجتمع المعني. وبالتالي قامت اللغة بدورها في تجسيد الذكورية المهيمنة، وهذا ينبغي كشفه توطيدا للتحرر منه. ونذكر في هذا الصدد كتاب اللغوية الأسترالية ديل سبندر
D. Spender (1943م-؟) «اللغة صنيعة الرجل» (1980م) الذي يوضح أن اللغة تساهم في أسلوب إدراكنا للعالم، واللغة في هذا تعالج العالم كما يراه الرجل لتصبح خبرة المرأة مهمشة. وفي السياق نفسه تواترت الدراسات الدءوبة منذ السبعينيات والثمانينيات التي تدرس الفوارق بين التعبيرات الذكورية والتعبيرات الأنثوية، ومغزاها ودلالاتها. لا شك أن المجاز واللغة يشكلان تفكيرنا ويؤثران على الخطاب ويمثلان أهم معالم الشخصية.
وبديهي أن التعبير عن النسوية جاء في الأشكال الأدبية أكثر وأبلغ مما جاء في أي شكل آخر، وبرزت عشرات الأسماء للأديبات النسويات. ثمة الآن نظرية نسوية في الأدب وفي النقد الأدبي تلقي اهتماما كبيرا من الأوساط المعنية. وبطبيعة الحال كان لا بد أن يكتسح هذا المد النسوي مجال الفنون، الذي ارتبط أكثر من سواه بالمرأة وعالمها على طول التاريخ وعرضه. عملت الموسيقى خصوصا على تقديم رؤى جديدة تبرز دور المرأة في تاريخ الموسيقى والرؤية الأنثوية للموسيقى وعلومها. وبرزت أسماء عديدة في نظرية الفيلم النسوية، ورؤية نسوية للإعلام أبسط ما فيها الكف عن استغلال الأنوثة كسلعة متاحة ورخيصة ... وغني عن الذكر أن دراسات المرأة احتلت مكانا فسيحا على مسرح علم النفس وأيضا العلاج النفسي، نذكر كتاب كارول جيليان (1936م-...) التي أوضحت كيف اتخذ علم النفس الارتقائي الذكورية نموذجا معياريا، في حين أن ارتقاء الأنثى نموذج مختلف وأكثر إيجابية من بعض النواحي.
46 «اكتشفت جيليان أن النساء مجبولات على فحوى الاتصال. وفي مقابل تأكيد الرجل على الانفصالية والاستقلال الذاتي، تميل المرأة إلى تحديد ذاتها في سياق العلاقات. وبينما يميل الرجال إلى الإقصاء لأنهم يرفعون من قيمة الانفصال والاستقلال الذاتي، تميل النساء إلى الاحتواء؛ لأنهن يرفعن من قيمة الاتصال والألفة. وبينما يعمل الرجال على حل الصراع عن طريق استحضار تراتب منطقي من المبادئ المجردة، تعمل النساء على حل الصراع من خلال محاولة تفهمه في سياق منظور كل شخص واحتياجاته وأهدافه.»
47
وحتى الجنون تميز بدراسة نسوية له، تكشف عن ربط جائر مترسب في الوعي بينه وبين المرأة، وتستفيد من جهود ميشيل فوكوه في هذا الصدد، على أن علم الاجتماع اضطلع بدور بالغ الحيوية في مجال دراسات المرأة وتدعيم الرؤى النسوية. وظهر الاقتصاد السياسي النسوي الذي يستكشف وقائع الحياة المادية للنساء وحياتهن اليومية، ومنطلقه أن التفرقة في مجالات العمل بين النساء والرجال فرضها المجتمع الذكوري ولم تفرضها الطبيعة البيولوجية، بعبارة أخرى فرضتها الجنوسة
gander
Halaman tidak diketahui