Niswar al-Muhadarat dan Ahbar al-Mudakara
نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر
إذا جئته، وهو إذ ذاك على غاية الجلالة، وأنا في حد الأحداث، اختصني.
وكان يعجبه أن يقرظ في وجهه، فأفاض قوم في مدحه، وذكر عمارته للوقوف، والسقايات، وإدراره الماء في ذنابة المسرقان (1) وتفريقه مال الصدقات على أهلها، وذنبت معهم في ذلك.
فقال لي هو: يا بني، أرباب هذه الدولة إذا حدثوا عني بهذا وشبهه، قالوا: المنجم إنما يفعل هذا رياء، وما أفعله إلا لله تعالى، وإن كان رياء فهو حسن أيضا، فلم لا يراءون هم[8 ب]بمثل هذا الرياء؟ولكن الطباع خست (2) ، حتى في الحسد أيضا، كان الناس قديما إذا حسدوا رجلا على يساره، حرصوا على كسب المال حتى يصيروا مثله، وإذا حسدوه على علمه، تعلموا حتى يضاهوه، وإذا حسدوه على جوده، بذلوا حتى يقال إنهم أكرم منه، وإذا... وعدد أشياء كثيرة، فالآن لما ضعفت الطبائع، وصغرت النفوس، وعجزوا أن يجعلوا أنفسهم مثل من حسدوه، في المعنى الذي حسدوه عليه، عدلوا إلى تنقص المبرز، فإن كان فقيرا شنعوا (3) على فقره، وإن كان عالما خطئوه، وإن كان جوادا قالوا هذا متاجر بجوده وبخلوه، وإن كان فعالا للخير، قالوا هذا مراء.
Halaman 21