نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء
ولم يداخلني ريب البتة في حسن نيتهما نحوي، وأخيرا لم أدر إلا وقد فاتحني يوما بأنه يريد التزوج من أختي؛ لأنه كلف بها وهي كلفت به، وإذ كان الدين الإسلامي لا يسوغ الجمع بين الأختين فقد تحتم طلاقي منه وحم القضاء، وقد تركت له منزله فأقام فيه عرسا بهجا، واقترن بشقيقتي بنت أمي وأبي، وأخذ مني أفلاذ كبدي، وتركني أندب حظي وأندب اجتماعي بأولادي، بل أندب الوفاء وأندب الإنسانية، أما والله لو كان تزوج غير أختي لهان الخطب، ولما أسفت على عيشة نكدة ... قضيتها معه؛ تحملت سوء معاملته بالصبر الجميل، وعذرته في سكره وعربدته، فكنت أصفح ويسيء، كما قال معن بن أوس:
وإن سؤتني يوما صفحت إلى غد
ليعقب يوما منك آخر مقبل
كأنك تشفي منك داء مساءتي
وسخطي وما في ريثتي ما تعجل
إني لأشك في أني وأختي رضعنا ثديا واحدا أو حملتنا أم واحدة.
لم يكف أختي - سامحها الله - ما فعلت، بل إني ذهبت بعد شهرين من زواجها لأرى أطفالي، الذين حرمني الدهر منهم على غير جريرة ارتكبت، فامتنعت عن أن تسلم علي، وتركت الطبقة (الدور) التي كنت بها إلى الطبقة العليا، وأرسلت لي خادمتها تأمرني بالانصراف حالا عن منزلها خيفة أن أكون استصحبت لها سحرا يقلل من محبة زوجها لها خرافة والله، وما كان ليهمني زوجها وحبهما بعد أن حصل منهما ما قد حصل، على أني لا أعتقد في السحر إلا كاعتقادي في وجود العنقاء.
وأنا الآن في بيت خالي وقد طالما نصح لأختي هو وجدتي، نصحا لها أن ترجع عن غيها وتنسى زوجي والرجال كثير، وهدداها بأن يبرءا من نسبتها إليهما فلم تحفل بما بذلاه لديها من النصح والتهديد، وصمت إلا عن هواها وأنانيتها.
Halaman tidak diketahui