ومن الغريب أن يعبد أهل أوغندة الإله النيل مع أنهم لا يعرفون غير طفولته الوحشية، وهم يجهلون مآثره ومصيره بعد ألف فرسخ من بلدهم.
ومن النفوس الشريرة من هم في جزيرات البحيرات، فمما حدث أن الملك أراد سفر رحالة أمريكي آمنا فأمر بقطع رءوس سبعة سحرة رئي أنهم عفاريت البحيرة.
ويتوجه متيزا إلى منبع النهر ابتهاجا بمهرجان النيل الأكبر، وتقدمه فرقته الموسيقية الكبرى مع مزاميرها المصنوعة من القصب وأبواقها المصنوعة من قرون الوعول وقيثارتها المصنوعة من الخشب وجلد الحيوان وأوتار المصران، وفيما يرقص ألوف الناس على صوت هذه الموسيقى يجاوز الملك البحيرة محتفلا فوق السفينة مستصحبا نساء كثيرا، وخمرا، وذلك بعد أمر المجذفين
26
بأن يخفضوا رءوسهم لكيلا يروا النساء، وذلك هو نبه ملك أوغندة متيزا، ويشابه قبره لحد بطل لإحاطته بالحراب والرماح والسهام.
وهكذا تبصر شعبا فطريا موهوبا يثبت بعاداته وبما له من نظام حكومي فردوسي ارتقاءه إلى طور من الحضارة لا يكاد يكون في الأساس أدنى من الذي بلغه البيض بعد تطور صعب، وما يعانيه البيض من صراع ألفي بسبب الدين فيفزعنا عنادهم في ميدانه، وذلك عند نظرنا إلى زنوج أميين عاطلين من كهان يؤمنون بكائن إلهي خلق العالم، ولكن مع دراية يقصون بها كل طقس ديني، وما كان جوابهم عن سؤال الرواد الأولين إلا قولهم: «إن الله هو من العلو ما لا يبالي معه بأعمال الإنسان.»
ويدل ذلك الإيمان المكنون
27
عند شعب فطري في معزل عن الأجانب، وصاحب لنظام وأدب لا جدال فيهما، على نكد
28
Halaman tidak diketahui