1500 متر، والعقيق مهجور، ويبتعد الناس عن العقيق ويبتعدون - أيضا - عن المرتفعات المجاورة حيث ترصدهم الحمى وترقب قطاعهم، وحيث جو تلك الأجمة ودخان الكلأ المحترق خانقان فتنشأ الحمى عنهما، وتكون الحياة أسهل والتنفس أيسر في ارتفاع يترجح بين ثلاثة آلاف متر وأربعة آلاف متر. وقد أضاع الرواد القليلون الذين حاولوا النزول إلى العقيق معظم حماليهم بفعل الحمى فاكتفوا بزيارة قصيرة له أو بالإشارة إليه على خرائطهم بخطوط منقطة.
حسناء.
والحيوان وحده هو السعيد في ذلك الجزء الجنوبي من النيل الأزرق، ولا تهدد الكلاليب ولا المزاريق ولا البندق
31
أي بقر ماء أو تمساح في مجراه، كما أنها لا تهدد الأسد والنمر على ضفافه، فهنالك جنة هذه الحيوانات، وتعيش الضواري هنالك أخلاطا أملاطا
32
بعيدة من محاولات الإنسان أكثر مما في أي مكان آخر بأفريقية غير مبالية بالحرارة التي لا تنزل حتى في الليل إلى ما هو أقل من الدرجة الأربعين نائلة في الغابة البكر ما لا ينفد من الحيوان والنبات الكثير.
والنيل في الدرجة العاشرة من العرض الشمالي يكون منيعا في فجوته
33
على ذلك الوجه فيرسم قوسا واسعا من الشرق إلى الغرب، فلا يبصر في هذا الجزء من جريانه وجها بشريا، ولا يشق سطحه مجداف، ولا تنزع صنارة سمكا منه، ولا يجرؤ إنسان على السباحة في مائه.
Halaman tidak diketahui