فيطرقون بهذه الآلات حديدا متينا، وتصنع نساؤهم قراطل
18
وسلالا كما يصنعن قرعا وقلالا
19
ويقوض مخيم أولئك النور العراة في الغاب إذا ما جمعوا من الحديد ما يكفي لصنع نصال ونبال وخلاخل وأسورة للدنكا.
وهكذا ترى قبائل السود حول النيل يحاولون رفع قيمتهم بتحاسدهم وازدراء بعضهم بعضا كالأوروبيين.
الفصل السابع عشر
وفي أقصى شمال المناقع، ونحو الدرجة العاشرة من العرض، يمتد هور
1
واسع مماثل للأهوار الأخرى، ولكن من غير أن تبصر غايته، وذلك الهور هو بحيرة نو التي هي نقطة انطلاق جديدة للنيل، والنيل بذلك يبلغ الحد الغربي من مجراه في الدرجة الثلاثين من الطول الشرقي التي تبلغ مرة أخرى بالشلال الثالث، وبالقرب من هذه البحيرة وإلى هذه البحيرة نفسها تنتهي الروافد الثلاثة التي تعين نظام مياه النيل، ويرى مسير النهر في هذه البحيرة التي يحدث فيها عطفة مباغتة نحو الشرق حيث يداوم على اتجاهه 120 كيلومترا إلى أن يبلغ ملاكال فيسلك سبيله الطبيعي من الجنوب إلى الشمال. وهكذا يلوح أنه يشتد على مجراه العادي نيلا للسواعد الثلاث التي تهب له حياة جديدة.
Halaman tidak diketahui