Nil di Era Firaun dan Arab
النيل في عهد الفراعنة والعرب
Genre-genre
قال أبو الخطاب: وخلف الظلمة ضياء، فسبحان العليم القدير. وفي تاريخ ملوك مصر أن الوليد
11
أحد ملوك مصر من العمالقة، كان يعبد القمر، وهو أول من تسمى فرعون، وأقام بمصر مدة، ثم عن له أن ينظر مخرج النيل ويعرف من بتلك الناحية من الأمم، فأقام ثلاث سنين يستعد لذلك، ثم جمع جميع ما يحتاج إليه، واستخلف على مصر عونا، وتوجه، فمر على أمم السودان، ومر في طريقه على أرض الذهب،
12
وفيها أمة عظيمة ينبت الذهب في تلك الأرض كالقضبان، ثم سار حتى بلغ البطيحة التي ينصب فيها ماء النيل من الأنهار التي تخرج من جبل القمر وراء القصر الذي عمله هرمس،
13
وصعد على جبل القمر وراء البحر الزفتي الأسود، ورأى النيل يجري عليه كالأنهار الرقاق، وأتاه من ذلك البحر روائح منتنة هلك بسببها كثير من أصحابه، وذكروا أنهم لم يروا هناك شمسا ولا قمرا إلا نورا أحمر مثل نور الشمس، ثم توجه راجعا إلى مصر وأقام بها مدة، ثم ركب يوما إلى الصيد فظفر به أسد فقتله، ودفن في بعض الأهرام، وملك بعده الريان؛ وهو فرعون يوسف عليه السلام.
قال الشيخ عماد الدين بن كثير في تاريخه الكبير: «وأما ما يذكره بعضهم من أن منبع النيل من مكان مرتفع اطلع عليه بعض الناس، فرأى هناك هولا عظيما وجواري حسانا وأشياء غريبة، وأن الذي اطلع على هذا لم يمكنه الكلام بعد هذا، فهو من خرافات المؤرخين وهذيانات الأفاكين.»
قلت: هذا الذي قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله، لعله أشار به إلى ما حكاه ابن زولاق في تاريخه عن بعض خلفاء مصر، أنه أمر قوما بالمسير إلى حيث يجري النيل، فساروا حتى انتهوا إلى جبل عال، والماء ينزل من أعلاه، له دوي وهدير لا يكاد يسمع أحدهم صاحبه، ثم إن أحدهم تسبب في الصعود إلى أعلى الجبل؛ لينظر ما وراء ذلك، فلما وصل إلى أعلاه رقص وصفق وضحك، ثم مضى في الجبل ولم يعد، ولم يعلم أصحابه ما شأنه، ثم إن رجلا منهم صعد؛ لينظر ففعل مثل الأول فطلع ثالث، وقال: اربطوا في وسطي حبلا، فإذا أنا وصلت إلى ما وصلا إليه، ثم فعلت ذلك فاجذبوني حتى لا أبرح من موضعي، ففعلوا ذلك، فلما صار في أعلى الجبل فعل كفعلهم فجذبوه إليهم، فقيل إنه خرس فلم يرد جوابا، فمات من ساعته، فرجع القوم ولم يعلموا غير ذلك. انتهى.
قال: وقلعة أصفون أول الجنادل الثلاثة، وهي أشد الجنادل صعوبة؛ لأن فيها جبلا معترضا من الشرق إلى الغرب في النيل، والماء ينصب من ثلاثة أبواب، وربما يرجع إلى بابين عند انحساره، شديد الخرير عجيب المنظر لاندفاق الماء عليه من علو الجبل، وقبليه فرش حجارة في النيل نحو ثلاثة أبرد إلى قرية تعرف بيسير، وهي آخر قرى مرسين وأول بلاد مقره.
Halaman tidak diketahui