Nihayat Wusul
نهاية الوصول إلى علم الأصول - الجزء1
Genre-genre
وبيانه: أنهم اختلفوا في لفظة الله تعالى: فزعم قوم أنها سريانية غير عربية.
وآخرون جعلوها عربية واختلفوا: فقال قوم: إنها موضوعة، وآخرون:
إنها مشتقة، واختلف الفريقان اختلافا عظيما.
وكذا اختلفوا في الإيمان والكفر، والصلاة والزكاة، حتى قال بعض المحققين في علم الاشتقاق: إن الصلاة مأخوذة من «الصلوين» وهما عظما الورك، ولا شك في أنه غريب.
وكذا اختلفوا في صيغة الأمر والنهي، وصيغ العموم، مع شدة حاجتهم إلى التعبير عن ذلك كله، وعظم شهرتها.
وإذا كان الظاهر حاله ذلك، فكيف الخفي، وكيف يدعى التواتر في مثل ذلك.
ولا يكفي دعوى التواتر في علم معانيها في الجملة، كإطلاق لفظ الله على الإله تعالى، وإن خفي الموضوع له هل هو الذات، أو المعبودية أو القادرية؟
وكذا غيرها، لأن ذلك يوجب الشك في المسمى.
لأنا إذا علمنا إطلاق لفظة الله تعالى على الإله، من غير أن نعلم هل المسمى الذات، أو كونه معبودا، أو قادرا على الاختراع، أو ملجأ الخلق، أو كونه بحيث تتحير العقول في إدراكه، إلى غير ذلك من المعاني المستعمل فيها هذا اللفظ، لم يعلم المسمى قطعا.
وأيضا من شرط التواتر استواء الطرفين والواسطة، وذلك غير معلوم الثبوت في جميع الأزمنة في النحو واللغة والتصريف وإن علمنا حصول الشرط في زماننا.
Halaman 167