Nihayat Wusul
نهاية الوصول إلى علم الأصول - الجزء1
Genre-genre
فإن العرب إنما نطقت برفع ما نطقوا به فاعلا، ونصبوا ما نطقوا به مفعولا، ثم حملنا نحن الباقي عليه، للمشاركة في وصف الفاعلية والمفعولية، وذلك محض القياس.
الثالث: قوله تعالى فاعتبروا (1) فإنه كما دل على القياس الشرعي دل على القياس اللغوي.
الرابع: النباش يقطع، وشارب النبيذ يحد، وكذا اللائط، من غير ورود شرع فيهم، بل بمجرد القياس في الأسماء.
والجواب عن الأول: أن الدوران هنا لا يدل على علية الوصف بمعنى الباعث بل بمعنى الأمارة، وكما دار اسم الخمر مع الشدة المطربة كذا دار مع الشدة المعتصرة من ماء العنب.
وينقض ما ذكرتموه بتسمية رجل الطويل نخلة والفرس الأسود أدهم، والمتلون بالبياض والسواد أبلق مع عدم الاطراد، ودوران الاسم مع الوصف في الأصل وجودا وعدما.
وعن الثاني: أن التسمية ليست على نحو القياس، بل العرب وضعت تلك الألفاظ لأسماء الاجناس بطريق العموم لا لمعين، ثم قسنا نحن على ذلك المعين.
وعن الثالث: نمنع (2) دلالته على القياس على ما يأتي.
Halaman 161