Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Genre-genre
وأما قول صاحب المقالة الفاسدة: إن مذهب الهادي لا أصل له، فقد قال باطلا، ونطق إثما، كيف وعلومه عليه السلام في الشريعة ظاهرة، وتصانيفه في هذه الأمة باهرة، وهذه أوادي علومه زاخرة، ومحققوا مذهبه سادات الدنيا وملوك الآخرة، الهارونيون، والحقينيون، والجرجانيون، والأزارقة، أيدوا بعلومه الإيمان، وملأوا بها جيلان وديلمان، وجعلوا كلامه كالقرآن، واستولوا في تهذيبه على قصبات الرهان.
ولما بلغ الناصر الكبير علم وفاة الهادي عليه السلام، بكى بنحيب ونشيج، وقال: اليوم انهد ركن الإسلام.
وعرض ذكر الهادي عليه السلام في مجلس الناصر عليه السلام، فقال بعض الحاضرين: كان والله فقيها، فضحك الناصر وقال: ذاك والله من أئمة الهدى.
وفضائله عليه السلام ظاهرة الأعلام، وظهورها في محالها من الكتب المفردة لها تغني عن الإستظهار، فليطالعها من لم يرض بالاختصار والاقتصار.
فكيف يقال لا أصل لمذهبه؟! وهل يتجاسر على هذه المقالة إلا مارق أو منافق ؟ نعوذ بالله من الحور بعد الكور، والعجب ممن يدعي البصيرة ويطلق لسانه بالكذب، والبصائر نور وهدى، وهذه المقالة ضلالة وعمى، وصاحبها ذو عمى لا ذو بصيرة.
وقد قال الإمام يحيى بن حمزة: البصيرة العمياء خير من البصيرة الحولى.
قلت: لأن العمى الخالص يتحرز معه صاحبه عن الوقوع في المهاوي، ولا يسير في الغالب إلا ومعه قائد يرشده إلى السلامة من المهالك، ويدله على السهل من المسالك.
Halaman 237