Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Genre-genre
وأما جواب الخيال الثاني: فقد أشار صاحب المقالة الفاسدة إلى كثرة أتباع الشافعي رحمه الله، وزعم أن الكثرة دليل على الحق، ولم يعلم أن الكثرة غير محمودة، ولا يختدع لها إلا غلف القلوب، عمي البصائر، صم الأسماع، وفي كلام الله تعالى ما يدل على ما قلناه، قال تعالى: {وما ءامن معه إلا قليل(40)}[هود]، و{وقليل ما هم}[ص:24]، و{وقليل من عبادي الشكور(13)}[سبأ:31].
وروى الفقيه محمد الديلمي رحمه الله تعالى: أن للإمام زيد بن علي عليهما السلام رسالة في مدح القلة وذم الكثرة احتج بها على أهل الشام حين وردوا عليه، ذكر فيها أدلة القرآن الكريم، من أوله إلى آخره، على ترتيب سور القرآن، حتى قال أهل الشام لعالمهم لم لا تجيبه ؟
فقال: كيف أجيب عن هذا ؟ أرد نصوص القرآن؟!.
لنا أيضا أن مذهب أهل البيت عليهم السلام أسس على المحن، وولد أهله في طالع الهزاهز والفتن، والأيام عليهم متحاملة، والدنيا عنهم مائلة.
وحكي عن أصحاب أبي حنيفة أنهم كانوا إذا تكلموا في المسائل عند أبي حنيفة وأرادوا ذكر قول علي عليه السلام قالوا: قال الشيخ ؛ ولم يفصحوا باسمه، خوفا من السلطان، وكان إذا سمى أحد ولده عليا قتلوه، فكيف يظهر علم أهل البيت عليهم السلام مع طول المدة من دولة بني أمية إلى أخر دولة بني العباس، وإلى يومنا هذا ؟!.
Halaman 213