Nihaya Fi Gharib
النهاية في غريب الأثر
Editor
طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
Penerbit
المكتبة العلمية - بيروت
Lokasi Penerbit
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
[هـ] وفي حديث قيس بن عاصم «لَا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حدَّها» هَذِهِ كَلِمَةٌ تَرِد بمعْنى تَحْقِيق الشَّيء. وَقَدِ اخْتُلف فِي تَقْدِيرِهَا، فقِيل: أصْلُها التَّبْرِئة بِمَعْنَى لَا بُدَّ، ثُمَّ اسْتُعْمِلت فِي معْنى حَقًّا.
وَقِيلَ جَرَمَ بمعْنى كسَبَ. وَقِيلَ بمعْنى وجَبَ وحُقَّ، وَ«لَا» رَدٌّ لِمَا قَبْلَها مِنَ الْكَلاَم، ثُمَّ يُبْتَدأ بِهَا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ
أَيْ لَيْسَ الأمرُ كَما قَالُوا، ثُمَّ ابْتَدَأ فَقَالَ: وجَبَ لَهُمُ النَّار.
وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي
أَيْ لَا يَحْملَنَّكم ويَحْدُوكم. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «اتَّقُوا الصُّبْحة فَإِنَّهَا مَجْفَرة مَنْتَنَة لِلْجِرْمِ» قَالَ ثَعْلَبٌ: الجِرْمُ: البَدَن.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ «كَانَ حسَنَ الجِرْمُ» وَقِيلَ الجِرْمُ هُنا: الصَّوْت.
(هـ) وَفِيهِ «وَالَّذِي أخْرَج العِذْق مِنَ الجَرِيمَةِ، والنَّار مِنَ الوثِيمَة» الجَرِيمَة: النَّوَاةُ.
(جَرْمَزَ)
- فِي حَدِيثِ عُمَرَ ﵁ «أَنَّهُ كَانَ يَجْمَع جَرَامِيزَهُ ويَثِبُ عَلَى الفَرس» قِيلَ هِيَ الْيَدَانِ والرِّجْلان، وَقِيلَ هِيَ جُمْلة البَدن، وتَجَرْمَزَ إِذَا اجْتَمع.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ «لمَّا بُعِث إِلَى ذِي الْحَاجِبَيْنِ قَالَ: قَالَتْ لِي نَفْسي لَوْ جَمَعْتَ جَرَامِيزَكَ فَوَثَبْتَ وقَعَدْتَ مَعَ العِلْج» .
(هـ) وَحَدِيثُ الشَّعْبِيّ، وَقَدْ بلَغَه عَنْ عكْرمة فُتْيَا فِي طَلاق، فَقَالَ «جَرْمَزَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ» أَيْ نكَص عَنِ الجوَاب، وَفَرَّ مِنْهُ وانْقَبض عَنْهُ.
وَحَدِيثُ عِيسَى بْنِ عُمَرَ «قَالَ: أقْبَلْتُ مُجْرَمِّزًا حَتَّى اقْعَنْبَيْتُ بَيْنَ يَدَيِ الحسَن» أَيْ تَجَمَّعْت وَانْقَبَضْتُ. والاقْعِنْبَاء: الْجُلُوسُ.
(جَرَنَ)
- فِيهِ «أَنَّ نَاقَتَهُ ﵇ تَلَحْلَحَتْ عِنْدَ بَيْتِ أَبِي أَيُّوبَ، وأرزمتْ، ووضعتْ جِرَانَهَا» الجِرَانُ: بَاطِنُ العُنُق.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ ﵂ «حَتَّى ضرَب الحَقُّ بِجِرَانِهِ» أَيْ قَرَّ قَرارُه واسْتَقام، كَمَا أَنَّ الْبَعِيرَ إِذَا برَك واسْتَراح مَدَّ عُنُقَه عَلَى الْأَرْضِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحُدُودِ «لَا قَطْع فِي ثَمر حَتَّى يُؤْوِيه الجَرِينُ» هُوَ مَوْضِعُ تَجْفيف التَّمْرِ، وهُوَ لَهُ كالبَيْدَر للحِنْطة، ويُجْمع عَلَى جُرُنٍ بضَمَّتَين.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبَيٍّ مَعَ الغُول «أَنَّهُ كَانَ لَهُ جُرُنٌ من تمر» .
1 / 263