151

Nikmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Penyiasat

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Penerbit

دار المسير

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Lokasi Penerbit

الرياض

فَإِن قلت بِالنّظرِ إِلَى الصُّور يُقَال لَك صُورَة الصَّغِير لَيْسَ لَهَا قرب إِلَّا بِالْعدمِ فَهَل سمي الْعَدَم رَبًّا على أَنَّك تزْعم أَن الْأَعْيَان دَائِما فِي التجدد فَلَا يُمكن أَن تكون صُورَة أقرب من صُورَة فِي التكوين أصلا وَإِنَّمَا هَذِه هذيانات ومغاليط تخيل بهَا على الحمقى الَّذين ألقوا إِلَيْك الْعَنَان قائلين صدق وَالْأَمر على من أمد الله بصيرته بالتنوير ثمَّ أستمر على ذَلِك الهذيان إِلَى قَالَ كَذَلِك تَدْبِير الْحق الْعَالم مَا دبره إِلَّا بِهِ أَو بصورته فَمَا دبره إِلَّا بِهِ كتوقف الْوَلَد على إِيجَاد الْوَالِد والمسببات على أَسبَابهَا والمشروطات على شُرُوطهَا والمعلولات على عللها والمدلولات على أدلتها والمحققات على حقائقها وكل ذَلِك من الْعَالم وَهُوَ تَدْبِير الْحق فِيهِ فَمَا دبره إِلَّا بِهِ وَأما قَوْلنَا أَو بصورته أَعنِي صُورَة الْعَالم فأعني بِهِ الْأَسْمَاء الْحسنى وَالصِّفَات العلى الَّتِي تسمى الْحق بهَا أَو اتّصف بهَا فَمَا وصل إِلَيْنَا من اسْم تسمى بِهِ إِلَّا وجدنَا معنى ذَلِك الِاسْم وروحه فِي الْعَالم فَمَا دبر الْعَالم أَيْضا إِلَّا بِصُورَة الْعَالم أَقُول انْظُر إِلَى هَذِه الجرأة فِي حصره تَدْبِير الْحق سُبْحَانَهُ الْعَالم على الْعَالم وَهُوَ يُؤَدِّي إِلَى افتقاره سُبْحَانَهُ إِلَى الْعَالم فِي إيجاده

1 / 181