Newton: Pengenalan Singkat Sangat
نيوتن: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
كان منهج نيوتن في التعامل مع هذه التحريفات ذا ثلاثة جوانب: الأول أنه استطاع توضيح كيف ولماذا أقحم النص في العديد من المخطوطات والنصوص المطبوعة. وتضمن ذلك تحليلا علميا معقدا للنصوص جادل فيه بأن المؤلفين ذوي الثقة الذين سبقوا جيروم كانوا ليشيروا للنص لو كان موجودا، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. ولم يكن هناك دليل على وجوده في أقدم النصوص اليونانية، وبالفعل وجه العديد من معاصريه اتهامهم لجيروم بإقحامه وفقا لهواه. حتى نيوتن نفسه أخضع جيروم للمحاكمة ووجده مذنبا، وهو ما لم يبعث على الدهشة. الجانب الثاني أنه استطاع بالفعل الوصول للمخطوطات القديمة، والطبعات المطبوعة التي أشارت للمخطوطات التي اختفت فيها تلك النصوص المسيئة أو لاحت كنصوص إشكالية. وإذا وجدت نصوص تظهر فيها تلك الفاصلة اليوحناوية، كان نيوتن يحاول أن يوضح أنها قد كتبت بعد ذلك بكثير. أما الجانب الثالث فتمثل في أن الفقرة المستعادة والأصلية كانت أكثر منطقية بشكل واضح، وقام بإعادة صياغة النص محل النزاع لمساعدة لوك.
بعد ذلك مباشرة، أرسل نيوتن إلى لوك بيانا بالعديد من النصوص الإشكالية الأخرى «لأن محاولات تحريف الكتب المقدسة كانت كثيرة للغاية، وفي ظل تعدد المحاولات لا عجب في أن يكون بعضها قد نجح». ووفقا لنيوتن، فقد تمت كل هذه التحريفات في البداية على يد الكاثوليك، «وبعدها - ومن أجل تبريرها والترويج لها - أطلقوا صرخة احتجاج ضد المهرطقين والمترجمين القدماء، وكأن القراءات والترجمات القديمة الأصلية كانت محرفة». وكان المثقفون في تلك الفترة يترنحون من فعل مشين إلى آخر «هكذا كانت حرية هذا الزمن التي علمت الرجال ألا يخجلوا من ترجمة أعمال المؤلفين من أجل تصحيحها كما يحلو لهم، وأن يعترفوا علانية بأنهم فعلوا ذلك وكأن الترجمة بأمانة بمنزلة الجريمة». كان البروتستانت آنذاك يتعاونون في تلك الجريمة، وأخبر نيوتن لوك متظاهرا بالورع أن جميع هذه المخادعات «قد ذكرتها من منطلق كراهيتي الجمة للاحتيال باسم الورع والتقوى، ولإلحاق الخزي بالمسيحيين بسبب هذه الممارسات».
انهيار عصبي
في عام 1692 وأوائل عام 1693 أصبح نيوتن شديد القرب إلى فاتيو دي دويلير، الذي كان يزعج الرجل العجوز بقصص الشفاء الإعجازي الذي يمكن تحقيقه عن طريق جرعة دواء خيميائي اخترعه أحد أصدقائه. وفي أحد الخطابات طلب من نيوتن استثمار قدر كبير من المال في اختراع وتسويق المنتج. وفي بداية صيف عام 1693، ذهب نيوتن من ترينيتي إلى لندن في عدد من المناسبات، على الأرجح لمناقشة هذا الأمر وأمور أخرى معه. وبحلول شهر يوليو كان نيوتن يعاني من انهيار عصبي، وهي تجربة لم تعرف إلا عندما أرسل خطابا إلى صامويل بيبس في منتصف سبتمبر. وفي هذه الرسالة الغريبة - التي كتبها فيما كان لا يزال في حالة من الاضطراب الشديد - انشغل نيوتن بشدة بإنكار محاولته الاستعانة ببيبس أو جيمس الثاني كرعاة له، وأخبر بيبس أنه سيضطر للانسحاب من علاقته به، وبالفعل لم يتصل بأي من أصدقائه مجددا. وتلقى لوك خطابا أكثر إزعاجا، كتبه بعد ذلك بثلاثة أيام من حانة في شورديتش. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يسمع فيها لوك بمخاوف نيوتن شأنه شأن بيبس. واعتذر نيوتن عن اتهام لوك بمحاولة «توريطه» مع النساء، والتمس منه العفو عن تمني الموت له من مرض كان يعاني منه. وعبر عن أسفه لاتهام لوك بأنه هوبزي (نسبة إلى توماس هوبز، أي مادي)، ولقوله إن لوك قد قوض الأسس الأخلاقية في مقاله.
على الرغم من هذه الإهانات الفظيعة، كان رد فعل بيبس ولوك ممزوجا بتفهم مبهر، وبالفعل سرعان ما ادعى نيوتن أنه نسي ما كتبه. وكان إرهاق العمل، والتسمم بالزئبق، وانحصار انتباهه لفاتيو، والفشل في الحصول على عمل في لندن، بمنزلة تفسيرات لسلوك نيوتن الغريب، ولكن يبدو أن أيا منها لم يكن مقنعا.
وعندما استعاد اتزانه واستأنف حياته الطبيعية، خاض نيوتن محاولة أخيرة لحل بعض من المشكلات التي لازمت معالجته للنظرية القمرية في كتاب «المبادئ الرياضية». وربما كان هذا هو آخر مشروع علمي كبير ممتد يضطلع به. ومنذ صيف عام 1694 عاود التصدي للقضية مجددا، وقام بزيارة جون فلامستيد في ضاحية جرينتش للحصول على أحدث المعلومات. ووافق فلامستيد على السماح لنيوتن بالاطلاع على ملاحظاته المتطورة عن القمر، ولكنه أضاف ملحقا يلزم نيوتن بأن يتعهد بألا يطلع أي شخص آخر عليها. وفي المقابل، أراد فلامستيد الحصول على التعديلات التي ادعى نيوتن أنه استطاع إدخالها على ملاحظاته بفضل نظريته المطورة. غير أن نيوتن لم يكن ينوي معاملة فلامستيد بالمثل، مطالبا الفلكي الملكي بشكل فعلي بإرسال ملاحظاته الأولية حسب طلبه. وكما تبين، فقد ثبت أن مشكلة الأجسام الثلاثة التي كان على نيوتن حلها من أجل تحقيق انطلاقة إلى الأمام فيما يتعلق بالمشكلة في غاية الصعوبة بالنسبة له، فيما كافح فلامستيد لإمداد نيوتن بالملاحظات على النحو المطلوب من حيث النوعية والدقة.
وفي ظل جو من الشك المتبادل المتزايد، نما إلى مسامع فلامستيد أن نيوتن كان يعرض «تعديلاته» للمعلومات على هالي وجريجوري، فيما استاء نيوتن من تراخي فلامستيد المزعوم في توفير معلومات أولية وأيضا من رغبته في معرفة الأساس النظري لتنقيحات نيوتن. وعلى مدى السنوات التالية، تدهورت العلاقة بينهما أكثر. وحين هدد فلامستيد في عام 1698 بالإفصاح - في شكل مطبوع - عن أنه كان يمد نيوتن بالمعلومات التي استطاع بها تطوير نظريته، ثارت ثائرة نيوتن وأوقف النشر. وفي ظل استغراقه في عمله كأمين لدار سك العملة، وعدم رغبته في تذكير قطاع عريض من الجمهور بفشله في حل لغز حركات القمر، أخبر فلامستيد أنه لا يعبأ «بتسليط الأضواء عليه في موضوع ربما لن يلائم العامة قط، ومن ثم وضع العالم في حالة ترقب لما قد لا يحبون تلقيه». فلم يكن «يحب أن ينشر له في كل مناسبة»، وما كان يكرهه أكثر هو «مواجهة مضايقة وإلحاح الأجانب فيما يتعلق بالمسائل الرياضية، أو أن يظن بي بنو وطننا أنني أهدر وقتي فيها بلا طائل في الوقت الذي يتوجب علي فيه أن أكون بصدد الاهتمام بشئون الملوك». ولم يكن بالإمكان تحسين علاقتهما، التي طالما كانت متداعية.
الفصل التاسع
رب الجميع وسيدهم
أثمرت جهود نيوتن لإيجاد وظيفة مناسبة في العاصمة أخيرا في عام 1696، لينهي بذلك رحلته الانتقالية الغريبة من ناسك إلى موظف عمومي كبير. فقد قام زميله السابق بكلية ترينيتي، تشارلز مونتاجو (والذي أصبح بارون هاليفاكس بعد عام 1700)، بالتوقيع على خطاب تعيينه كأمين لدار سك العملة في 19 مارس 1696. وكان مونتاجو آنذاك عضوا كبيرا بوزارة المالية ورئيس الجمعية الملكية، وبعدها بقليل أصبح عاشقا لابنة أخت نيوتن غير الشقيقة (كاثرين بارتون قبل زواجها من كوندويت). وكأمين للدار (أي ممثل العرش في عملية سك العملة)، واجه نيوتن عددا من التحديات. فقد كانت بريطانيا بحاجة إلى احتياطيات مالية ضخمة لدعم حملتها العسكرية ضد فرنسا، فيما كانت عملية تقليم عملات المملكة قد انتقصت من قيمة النقود وجودة عملية السك بشكل خطير. إضافة إلى ذلك، لما كانت العملات الجديدة تحتوي على نسبة أعلى من الفضة مقارنة بالعملات القديمة «المطروقة»، فقد كان بالإمكان صهر العملات المسكوكة الجديدة الأكثر ثقلا بغرض الربح، وكانت النقود المزيفة تصنع من مزيج من بقايا تقليم العملات والنحاس. وفي البداية، طلب من نيوتن إسداء النصح بشأن قضية الفضة، وذهب إلى أن صهر العملة كارثة مؤقتة (نظرا لأن قيمة المعدن الخام أعلى من القيمة الاسمية للعملة)، ويمكن التخفيف من وطأتها على المدى القصير من خلال السماح بتداول العملات الورقية التي أصدرها بنك إنجلترا الذي تأسس مؤخرا. كذلك شارك النظرية القديمة القائلة بأن إنفاق الكثير من المال على الرفاهيات الأجنبية يعد إهانة لكل من المبادئ الأخلاقية الشخصية والقوة القومية.
Halaman tidak diketahui