Newton: Pengenalan Singkat Sangat
نيوتن: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
عند ظهور كتاب «المبادئ الرياضية» في عام 1687، كان بمنزلة إعلان جريء لعقيدة أثرت على ممارسة العلوم على مدى القرون الثلاثة اللاحقة. فقد نبذت الفرضيات، وأضحت التجارب جيدة التصميم هي الأساس للقوانين الرياضية العامة. وصارت تلك القوانين أقل ما يمكن من حيث العدد، وصار مفترضا أنها صحيحة في كل مكان، ما لم يكن بالإمكان العثور على أدلة مضادة. وكان المجد المفاهيمي المتوج لهذه القوانين هو قانون الجاذبية الكونية، الذي اعتبر أن الأجسام الضخمة يجذب أحدها الآخر وفقا لثابت جذب ، مضروبا في ناتج الكتل ومقسوما على مربع المسافة بينها . وقد أصبحت التداعيات الخطيرة لهذا العمل، والتي أثرت في العصر كله، أكثر وضوحا آنذاك: فلم يعد من الممكن تمييز الأجرام الكوكبية الضخمة بوصفها الحاملات الوحيدة لقوة الجذب المركزي، إذ إن قانون الحركة الثالث ينص على أن جميع الأجسام الضخمة تبذل مثل هذه القوة. وكان الاستنتاج المذهل أن كل جسم ضخم في الكون يجذب كل جسم آخر. وقد أثار هذا مشكلات ضخمة لنيوتن ومعاصريه. فما المقصود بالجذب؟ وكيف يمكن بذله - على سبيل المثال - من أحد طرفي الكون إلى الآخر؟ وعبر أي نوع من الأوساط يعمل؟
قبيل إرسال الأجزاء الأخيرة من الكتاب إلى لندن، ألف نيوتن «خاتمة» رائعة للعمل، ووعد فيها بتوسيع نطاق تحليله في كتاب «المبادئ الرياضية» ليشمل جميع الظواهر الأرضية الأخرى. واستنادا إلى الطريقة التي استخدم بها قانون الجاذبية الكونية لشرح الظواهر الكبيرة، ذهب إلى أن القوى قصيرة المدى يجب الاستدلال بها لتفسير الحركات الموضعية الأخرى التي «لا تحصى» والتي لا يمكن كشفها على أساس حجمها، ولكنها تقف وراء مجموعة كبيرة من الظواهر الأرضية، مثل الكهرباء، والمغناطيسية، والحرارة، والتخمر، والتحولات الكيميائية، ونمو الحيوانات.
وكما فعل بالنسبة للحركات السماوية في الكتاب الثاني، تخلى نيوتن بالكامل عن الأثير الذي خدمه بإخلاص في أشكال عديدة على مدار العقدين السابقين، فيما يتعلق بالظواهر الأرضية. واقترح ببساطة استخدام ما أطلق عليه قوى الجذب والطرد بدلا منه، واستعان بالحديث الشائع ليقول إن مصطلح «الجذب» كان يستخدم على نحو تقليدي لوصف أي قوة تجعل الجسيمات «يهرع نحو أحدها الآخر». هذه القوى - على مدى قصير - كانت جاذبة، وهي تفسر خواص «التكثف» التي أشار إليها في أعماله الخيميائية والفلسفية السابقة. أما على مدى أبعد، كانت القوى طاردة، وهو ما يفسر ظواهر التوتر السطحي (كالذباب الذي يسير على الماء)، والتي فسرت بواسطة الأثير في «الفرضية». غير أن ادعاء نيوتن بأنه قد يكون هناك عدد من مثل هذه القوى يضع عبئا على مطالبته بضرورة أن يتبنى الفلاسفة حدا أدنى من المبادئ العامة.
أضاف نيوتن أنه قد ذكر هذه القوى فقط كحافز لإجراء مزيد من التجارب، ولكنه بعد ذلك قدم افتراضا قام على نظريته بأن الجوهر الأساسي للمادة واحد. فلما كان معظم الفراغ شاغرا، فإن القوى التي أتاحت للأجسام التماسك معا سوف تجعلها تندمج في أشكال منتظمة «شبيهة بتلك الأشكال التي يتم تكوينها بالفن، كما في تكوين أشكال من الثلوج والملح». وعلى المستوى الداخلي، سيكون هناك أشكال أشبه بالشبكة تتكون عن طريق قضبان هندسية مرنة وطويلة للغاية، وهي حقيقة فسرت كيف يمكن لبعض الأجسام أن تسخن بمزيد من السهولة أو تتيح لمزيد من الضوء بالنفاذ عبرها مقارنة بغيرها. ومرة أخرى، يستدعي مفاهيم شبه خيميائية ليجادل بأنه في ظل وجود القوى الجاذبة، سمحت تجمعات مختلفة من العناصر الأساسية للمادة - شبيهة بالشبكة - بحدوث تحولات. وباستخدام مفاهيم هلمونت، أكد أنه عن طريق التخمر أمكن تحويل الماء، «تلك المادة المخلخلة»، أو تكثيفها لتشكل «المواد الأكثر كثافة» للحيوانات، والنباتات، والمعادن، وأخيرا إلى «مواد معدنية وفلزية». على الجانب الآخر، أدت القوى الطاردة إلى تكوين الأبخرة والانبعاثات والهواء، إذا كانت عبارة عن أجسام كثيفة، أو تكوين الضوء ذاته، إذا كانت أقل خلخلة. تراجع نيوتن عن نشر تصوره المذهل للعالم الصغير، واختزله إلى مسودة تمهيد، فشلت أيضا في أن تشكل النسخة النهائية.
روبرت هوك، المدعي الكبير
في مايو عام 1686، وبعد عرض الكتاب الأول على الجمعية الملكية مباشرة، أخبر هالي نيوتن أن هوك لديه «بعض الادعاءات» فيما يتعلق بقانون التربيع العكسي، وزعم أنه قد نبه نيوتن بها. وعلى الرغم من أن هوك لم يدع أي حقوق في المبرهنة الخاصة بأن قطوعا مخروطية قد نتجت عن مثل هذا القانون، فقد نفد صبر نيوتن للمرة الأخيرة. فأخبر هالي أنه قد ضاق ذرعا بهوك طوال مدة مراسلاتهما خلال عامي 1679-1680، ولم يقدم له أي شيء لم يكن يعرفه. وبعد ذلك بأيام، وبعد أن تأمل أبحاثه القديمة، أشار غاضبا إلى أن هوك قد «خمن» فقط أن قانون التربيع العكسي يمتد إلى مركز الأرض، ولكنه كان مخطئا في تخمينه؛ وحينئذ قرر أن يوقف الكتاب الثالث، حسبما أخبر هالي. فقد كانت الفلسفة «أشبه بامرأة مشاكسة شكاءة لدرجة وقحة تزج بمن يتعامل معها في قضايا أمام المحاكم».
لم يتوقف نيوتن عند هذا الحد، وأخبر هالي أنه لدى انتهائه من المضمون الأساسي للخطاب، نما إلى سمعه أن هوك قد أحدث في الجمعية الملكية «ضجة كبيرة مدعيا أنني قد سرقت كل ذلك منه، ومطالبا بأن ينصفوه». وكما فعل نيوتن في السابق، أشار إلى المواضع التي سرق فيها هوك أعمال آخرين ونسبها إلى نفسه، معبرا عن ذلك على النحو التالي:
وكأنه عرف وأشار لكل شيء بما يكفي عدا ما يحتاج لحسمه بكدح الحسابات والملاحظات، معفيا نفسه من ذلك العمل الشاق بداعي انشغاله بأمور أخرى؛ في الوقت الذي كان عليه أن يعفي نفسه بداعي العجز.
وأشار نيوتن ساخرا إلى أنه وفقا لهوك:
ينبغي لعلماء الرياضيات الذين يقومون بمهام الاكتشاف، والحسم، ويقومون بالعمل بأكمله أن يقنعوا أنفسهم بأنهم لا شيء سوى آلات حساب وكد عقيمة، ولا بد للآخرين الذين لا يفعلون شيئا سوى الادعاء والقبض على كل شيء بين أيديهم أن يتخلصوا من كل الاختراعات الخاصة بهؤلاء الذين سيأتون بعدهم وتلك الخاصة بمن سبقوهم.
Halaman tidak diketahui