وانتابه شعور خاطف؛ فهذه المرأة تكاد تفجر عقله من الحيرة. لم يعد يدري إن كانت شيطانا أو ملاكا، ساذجة أو ماكرة، تضحك عليه أم هي معجبة به.
وقال لنفسه: لف يدك حول وسطها ولنر ما يكون.
ولف يده حول وسطها، ولم يصدق أبدا أن اليد التي التفت حول وسطه هو ... هي يدها. وقال لها في صمت هامس مبحوح: هل معك أحد في البيت؟
قالت: طبعا أولادي.
وعاد يقول كمن لا يعرف: كبار في السن؟ - ألم أقل لك؟ تومي الكبير عمره ست سنوات، والصغيرة ستة شهور. - أتعلمين شيئا؟ أنا ذاهب معك إلى المنزل.
وابتسمت نفس ابتسامتها التي لا معنى لها. وهزت كتفيها نفس الهزة التي قد تعني لا ... وأيضا تعني نعم.
وقال لنفسه: لا بد مما ليس منه بد ... قبلها، فإن رضيت ارتاح بالك، وإن لم ترض كان لك معها شأن آخر.
وفعلا بدأ يرفع يده قليلا حتى احتوت عنقها، ثم أوقفها وضمها بشدة وقبلها.
ولم يعرف أبدا رأيها في قبلته، ولا إن كانت - حتى - راضية أم ساخطة. كل ما حدث أنها انتظرت برهة، ثم دفعته برفق قليل وهي تقول: ستكسر ظهري يا أفريقي.
وأهاجته كلماتها حتى بدأ وعيه يغرق في الدماء الساخنة التي تصاعدت إلى رأسه.
Halaman tidak diketahui