Nazm Mustaczab
النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب
Editor
د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم
Penerbit
المكتبة التجارية
Lokasi Penerbit
مكة المكرمة
Genre-genre
وَشَاهِدَا عَدْلٍ، وَشُهُودُ عَدْلٍ. وَلَا يُقَالُ: عَدْلَانِ وَلَا عُدُولٌ (٥٩). وَأْصْلُهُ (٦٠): الاعْتِدَالُ وَالاسْتِقَامَةُ (٦١) ضِدُّ الْمَيْلِ وَالانْحِرَافِ، وَقَدْ يَكُونُ الْعَدْلُ: الْمَيْلُ، يُقَالُ: عَدَلَ عَنِ الطَّرَيقِ وَعَنِ الْحَقِّ: إِذَا مَالَ وَهُوَ مِنَ الأضْدَادِ.
قَوْلُهُ: "نَنْسُكْ - وَنَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا" النُّسُكُ - هَا هُنَا: الْعِبَادَةُ: يُقَالُ: نَسَكَ وَتَنَسَّكَ (٦٢) أَىْ: تَعَبَّدَ. وَنَسُكَ بِالضَّمِّ نَسَاكَةً، أَىْ: صَارَ نَاسِكًا (٦٣).
قَوْلُهُ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ" (٦٤) هُوَ تَفَاعَلَ مِنَ الرُّؤْيَةِ (٦٥)، وَالْمُفَاعَلَةُ تَكُونُ مِن اثْنَيْنِ، أَىْ: جَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَرَاهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَا أَرَاهُ، وَشِبْهُ ذَلِكَ، وَمِنْهُ: ﴿تَرَاءَى الْجَمْعَانَ﴾ (٦٦).
قَوْلُهُ: "وَعَرَفَ رَجُلٌ الْحِسَابَ وَمَنَازِلَ الْقَمْرِ" (٦٧) هُوَ حِسَابٌ يَعْمَلُهُ أَهْلُ النُّجُومِ بِضَرْبٍ يَضْرِبُونَهُ، يَعْرِفُونَ بِهِ دُخُولَ الشَّهْرِ وَخُرُوجَهُ، وَدُخُولَ السَّنَةِ، فَمَنْ أَحْكَمَ ذَلِكَ وَعَرَفَهُ مَعْرِفةً صَحِيحَةً مُتَحَقِّقَةً: لَزِمَهُ الصَّوْمُ فِى أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ، كَمَا ذَكَرَهُ (٦٨) الشَّيْخُ، وَمَنَازِلُ الْقَمَرِ: لَمْ يُرِدْ الثَّمَانِيَةَ وَالْعِشْرِينَ مَنْزِلًا الْمَعْرُوفَةَ، بَلْ هُوَ حِسَابٌ لَهُمْ أَيْضًا، يَقُولُونَ: إِذَا نَزَلَ الْقَمَرُ أَوْ الشَّمْسُ (٦٩) الْبُرْجَ الْفُلَانِىَّ: دَخَلَ شَهْرُ كَذَا وَسَنَة كَذَا وَيَدَّعِى الْمُنَجِّمُونَ وُقُوع خَيْرٍ وَشَرٍّ عِنْدَ ذَلِكَ بِحِسَابِهِمْ (٧٠) وَلَيْسَ بِصَحِيحِ، وَقَدْ نَهَى النَّبِىُ ﷺ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "مَنْ صَدَّقَ مُنَجِّمًا فَقَدْ كَفَرَ".
قَوْلُهُ: "وَإِنْ اشْتَبَهَت الشُّهُورُ عَلَى أَسِير تَحَرَّى" (٧١) أَىْ: اجْتَهَدَ فِى طَلَبِ الشَّهْرِ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الاسْتِدْلَالَ.
قَوْلُهُ (٧٢) فِى الْحَدِيثِ: "مَنْ لَمْ يُبَيِّت الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" يَعْنِى: يَنْوِيهِ بِاللَّيْلِ، يُقَالُ: بَيَّتَ رَأَيَهُ: إِذَا فَكَّرَ فِيهِ لَيْلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ﴾ (٧٣) وَقَالَ الزَّجَّاجُ (٧٤) كُلُّ مَا فُكَّرَ فِيهِ أَوْ خِيضَ فِيهِ بِلَيْلٍ، أَىْ: دُبِّرَ بِلَيْلٍ. وَسُمِّىَ الْبَيْتُ بَيْتًا؛ لِأَنَّهُ يُبَاتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ. وَيُقَالُ: بَيَّتّهَمُ الْعَدُو: إِذَا جَاءَهُمْ (٧٥) لَيْلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لِنُبَيِّتَنَّهُ وَأْهْلَهُ﴾ (٧٦) ﴿وَاللهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ﴾ (٧٧).
قَوْلُهُ: "صَوْمُ التَّطَوُّعِ" (٧٨) هُوَ أَنْ يَفْعَلَ الشَّىْءَ بِطَوَاعِيَتِهِ مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهٍ وَلَا جَبْرٍ، وَالتَّطوُّعُ كَالتَّبَرُّعِ ﴿فَطَوَّعَتْ (٧٩) لَهُ نَفْسُهُ﴾ (٨٠) أَىْ: رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ (٨١). وَالطَّوْعُ (٨٢): الانْقِيَادُ مِنْ غَيْرِ امْتِنَاع، يُقَالُ:
= لرؤيته فإن لم نره فهذا شاهدًا عدل نسكنا بشهادتهما.
(٥٩) المحكم ٢/ ٩، ١٠ وتهذيب اللغة ٢/ ٢١٢ ونقل عن يونس: جائز أن يقال هما عدلان، وهم عدول وامرأة عدل. وانظر اللسان (عدل ٢٨٣٨).
(٦٠) ع: الأصل.
(٦١) ع: عن: تحريف.
(٦٢) ع: ينسك.
(٦٣) عن الصحاح (نسك) وانظر المصباح (نسك).
(٦٤) فى المهذب ١/ ١٧٩: روى ابن عمر (ر) قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت النبى ﷺ أنى رأيته فصام رسول الله ﷺ وأمر الناس بالصيام.
(٦٥) النهاية ٢/ ١٧٧.
(٦٦) سورة الشعراء آية ٦١.
(٦٧) خ: إذا عرف. وفى المهذب ١/ ١٨٠: وإن غم عليهم الهلال وعرف رجل الحساب ومنازل القمر وعرف بالحساب أنه من شهر رمضان ففيه وجهان: يلزمه الصوم لأنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة: والثانى لا يلزمه لأنا ما نتعبد إِلا بالرؤية.
(٦٨) ع: ذكر.
(٦٩) ع: نزلت الشمس والقمر.
(٧٠) ع: لحسابهم.
(٧١) المهذب ١/ ١٨٠.
(٧٢) فى المهذب ١/ ١٨٠: روت حفصة (ر) أن النبى ﷺ قال:. . . . الحديث.
(٧٣) سورة النساء آية ١٠٨.
(٧٤) فى معانى القرآن وإعرابه ٢/ ١١٠.
(٧٥) ع: أتاهم.
(٧٦) سورة النمل آية ٤٩.
(٧٧) سورة النساء آية ٨١.
(٧٨) فى المهذب ١/ ١٨١: وأما صوم التطوع فإنه يجوز بنية قبل الزوال.
(٧٩) خ: وطوعت: تحريف.
(٨٠) سورة المائدة آية ٣٠.
(٨١) عن الصحاح (طوع) وانظر مجاز القرآن ١/ ١٦٢ ومعانى الفراء ١/ ٣٠٥ ومعانى الزجاج ٢/ ١٨٣ ومعانى الأخفش ٢٥٧ وتفسير غريب القرآن ١٤٢ والبحر المحيط ٣/ ٤٦٤.
(٨٢) ع: التطوع والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.
1 / 172