Teori Evolusi dan Asal Usul Manusia
نظرية التطور وأصل الإنسان
Genre-genre
وقد تساءل جوتيه: «لماذا يجهد الناس ويتألمون؟» وأجاب على ذلك بقوله: «لأنهم يرغبون في الحصول على الطعام وعلى الأولاد، كما يرغبون في إحسان تربيتهم بقدر إمكانهم».
وما قاله جوتيه عن الإنسان يصدق على كل حي آخر؛ فجميع الأحياء تتنازع على الطعام وعلى إنسال النسل، تفعل ذلك على وجدان منها؛ كما هو الحال في الإنسان، أو على غير وجدان منها؛ كما هو الحال في النبات وكثير من الحيوان.
ولننظر الآن في مقدار تناسل الحيوان، فكل من وقف منا في حقل من حقولنا ورأي مقدار لقاح النخل، أو مقدار لقاح الذرة الذي ينتشر من طرفه الأعلى ويغطي الأرض تحته، أو رأى مقدار سر السمك؛ أي بيضه، وأن كل واحدة من هذا البيض كان مقدرا لها أن تصير سمكة، يعرف مقدار حرص الطبيعة على نشر النسل وإسرافها في ذلك.
وكل من عانى مقاتلة البق في حيطان منزله، أو الذباب أو الصراصير، يعرف مبلغ ما يلاقي من العنت في ذلك؛ لكثرة تناسل هذه الحشرات، ومن رأى منا كيف تنتشر حشرة المن في أوراق القطن، وكيف تملأ حقلا واسعا في عدة أيام، يدرك شيئا من هذا الإسراف في النسل الذي يكابد شره الفلاحون حين يسمون الإصابة بهذا المن «الندوة العسلية».
ذكر «وولاس» عشبة تنتج كل عام من البذر ثلاثة أرباع مليون بذرة، وقدر أنه لو عاش هذا النسل ثلاث سنوات فقط، وأعقبت كل بذرة في هذه المدة، لما بقي مكان في اليابسة غير مغطى بها، وقد حسب أنه إذا كان نبات ما ينتج حبتين اثنتين في السنة، ويستمر النسل على الإنتاج، لبلغ عدد نباتاته في السنة الحادية والعشرين 148576.
ومن الأحياء الصغيرة ما إذا استمر على التكاثر مدة خمسة أيام فقط دون أن يمنعه مانع لملأ المحيط بنسله إلى عمق ميل، وميكروب الكوليرا الذي يتضاعف كل عشرين دقيقة لو مضى عليه يوم واحد وهو يسير بهذا المعدل بلا عائق لبلغ وزنه 7366 طنا، وبلغ عدده رقم خمسة وإلى يمينه 21 صفرا.
والفيل معروف بأنه أبطأ الحيوان تناسلا؛ فإنه لا يلد إلا مرة واحدة في كل عشرين سنة، ومع ذلك فقد حسب داروين أنه إذا استمر التناسل بدون عائق على هذا المعدل لبلغ نسل زوجين بعد 75 سنة نحو 19 مليون فيل، وكثيرا ما نلمح شيئا من هذا الإسراف في النسل عندما تهجم على بلادنا أرجال الجراد؛ فالجراد يأكل كل ما يقابله، فإذا تجردت الطبيعة أمامه عاد بعضه وأكل بعضه.
وسمكة الكد - الذي نشرب أحيانا زيته لتقوية الجسم - تبيض في العام مليوني بيضة، فلو تفقأت هذه كلها عن سمك لصار البحر كتلة جامدة منه، ومن المحار ما تبيض الواحدة ستين مليون بيضة، فاحسب مقدار هذا النسل بعد عام أو عامين، فإنه يزيد - عندئذ - على الكرة الأرضية.
وهذا الذباب الذي نراه في بلادنا، تبيض الأنثى فيه نحو خمس أو ست مرات، في كل مرة من 100 إلى 150 بيضة، فلو نشأت كلها وعاشت وأنسلت لما عاش شيء إلى جانبها في مصر.
فكثرة النسل هذه داعية إلى الانتخاب الطبيعي؛ لأن كل فرد من هذا النسل يختلف عن غيره اختلافا صغيرا أو كبيرا، وما دام العالم لا يسع هذا النسل كله ولا يكفيه طعاما، فإنه لا يبقى سوى القادر على البقاء.
Halaman tidak diketahui