Teori Pengetahuan dan Sikap Asli Manusia
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
Genre-genre
أول ما ينبغي أن ننبه إليه هو الاتساع الهائل في معنى «الموقف الطبيعي» عند هوسرل؛ ذلك لأنه قد يتبادر إلى ذهن البعض أنه لما كان هوسرل قد نظر إلى الخروج عن الموقف الطبيعي على أنه هو الخطوة الأولى في التفلسف، فمعنى ذلك أن الموقف الطبيعي عنده عقبة ضئيلة الشأن ينبغي أن تزاح أولا، لكي يبدأ بعد ذلك أي تفلسف حقيقي، ولكن الواقع أن ما يقصده هوسرل «بالتفلسف» في هذه الحالة هو تفلسفه هو، فنوع التفلسف الخاص بمذهب الظاهريات هو الذي يحتاج للبدء فيه إلى إزاحة عقبة الموقف الطبيعي، ولكن هوسرل لا يجعل من هذه الإزاحة شرطا لكل تفكير يكشف لنا حقائق عن العالم، فقد كانت هناك - ولا تزال - فلسفات ومذاهب فكرية وعلمية يعترف بها هوسرل، وترتكز كلها على الموقف الطبيعي.
فالعلوم المألوفة كلها تقتضي «فلسفة»، هي تلك التي ترتكز على الموقف الطبيعي، ومعنى ذلك أن فلسفة الموقف الطبيعي تقف على نفس مستوى العلوم المألوفة، ولو أنكرنا الأولى لكنا بذلك ننكر الثانية، وهو ما لا يقبله هوسرل نفسه، وقد حدد هوسرل نطاق العلوم المرتكزة على الموقف الطبيعي، فذكر أنها تشمل علوم الطبيعة المادية وعلوم الكائنات الحية من حيث ما لها من طبيعة نفسية فيزيائية، ومن ثم فهي تشمل أيضا علم وظائف الأعضاء وعلم النفس، كما تضاف إليها مجموعة العلوم المسماة بالعلوم الإنسانية
Geisteswissenschaften ، كالتاريخ وعلوم الحضارات ومختلف العلوم التي تدرس المجتمع الإنساني.
22
وفلسفة «كانت» ذاتها هي - من وجهة نظر هوسرل - داخلة في نطاق الموقف الطبيعي، فالوعي الذي يبحث «كانت» في مدى صحته هو الوعي الموضوعي الممكن، والذات الرانسندنتالية عند «كانت» هي شكل من أشكال العالم له صورة قبلية
apriorische weltform ، وهي ذات منتمية إلى العالم على الرغم من كونها صورية؛ ولذلك فإن «كانت» لا يصل أبدا إلى الذات المطلقة، ويظل تفكيره داخلا في نطاق العالم.
23
بل إن بعض شراح هوسرل - مثل فنك
Fink - يذهب إلى أن بحث هوسرل ذاته فيما هو قبلي - في كتاب «الأبحاث المنطقية» - يظل منتميا إلى مجال الموقف الطبيعي، شأنه في ذلك شأن بحث «كانت» والكانتيين الجدد في شروط إمكان الموضوعية عامة.
24
Halaman tidak diketahui