Teori Pengetahuan dan Sikap Asli Manusia
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
Genre-genre
سبق أن حددنا المعنى الذي سوف نستخدم فيه كلمة المثالية في هذا البحث: فهي تعني هنا كل مذهب يقف موقفا مضادا للموقف الطبيعي، وهذا - كما ذكرنا - معنى أوسع بكثير من المعنى المألوف للكلمة، ولكنه - دون شك - ينطوي على هذا المعنى المألوف بوصفه جزءا منه.
وأول مرحلة في مراحل خروج المثالية عن الموقف الطبيعي: هي الشك في الحواس، ومن الواجب منذ بداية الأمر أن يحدد بدقة معنى عبارة «الشك في الحواس» هذه كما تستخدم لدى المثاليين، فالمقصود من العبارة ليس الشك في أداء الحواس لعملها، وإنما الشك في قدرتها على نقل موضوعات خارجية لنا، فالمثالي لا يشك في قدرة العين على إدراك شكل كري أحمر اللون، ولكنه يشك في كون هذا الشكل الذي تنقله إلينا «تفاحة» يفترض أن لها وجودا خارج وجودنا، وسوف نرجئ إلى موضع تال مناقشة دلالة هذا المعنى بالنسبة إلى مشكلة الإحساس؛ لأن هدفنا الحالي هو إيضاح المعنى نفسه فحسب.
وهناك ظاهرة واضحة كل الوضوح في هذا الشك المثالي، هي أنه يعتمد - في كل الأحوال تقريبا - على «حالات الشذوذ»، أعني أن أول ما يفعله المثالي لتبرير شكه في الحواس هو أن يأتي بأمثلة لحالات «شاذة» في الإحساس، وفي ذهنه أن الشك في البعض يبرر الشك في الكل.
وسوف نضرب أمثلة قليلة لالتجاء المثاليين إلى حالات الشذوذ، وهي أمثلة سنختارها بوصفها تمثل اتجاها عاما في المثالية فحسب:
فنقطة البداية في تفنيد أفلاطون للنظرية القائلة: إن الإدراك الحسي هو مصدر المعرفة، هي الرجوع إلى ما يحدث في «الأحلام والأمراض وفي حالة الجنون بوجه خاص وفي مختلف أوهام السمع والإبصار أو غيرهما من الحواس.»
1
وحين يحاول هيوم أن يفند الاعتقاد بوجود موضوعات إدراكنا وجودا مستمرا مستقلا (وهو الاعتقاد السائد في الموقف الطبيعي)، يضرب أمثلة بالتجارب الآتية: «عندما نضغط بإصبعنا إحدى عينينا، نرى في الحال أن كل الأشياء قد أصبحت مزدوجة، وأن نصفها قد انتقل من موقعه المألوف الطبيعي، ولكن لما كنا لا ننسب إلى كل من هذين الإدراكين وجودا مستمرا، ولما كان لكل منهما طبيعة واحدة، فإنا نرى من ذلك أن جميع إدراكاتنا تتوقف على أعضائنا ... وهذا الرأي يؤيده ... ما يطرأ على لون الأشياء وكيفياتها الأخرى من تغيرات؛ نتيجة لمرضنا وتغير مزاجنا ... ومن هذا كله نرى أن إدراكاتنا الحية ليس لها أي وجود متميز أو مستقل.»
2
ويعرض شوبنهور البراهين الآتية للتدليل على أن العقل - لا الحس - له الدور الأكبر في عملية الإدراك، فهو يشير إلى «الطريقة التي يتعلم بها الإبصار الأطفال والأشخاص الذين ولدوا ضريرين ثم أجريت لهم عمليات جراحية ... والرؤية المزدوجة واللمس المزدوج عندما يتغير موقع أعضاء الحس من وضعه الأصلي ... و آلة الصور المجسمة
Stereoscope ؛ كل هذه براهين أكيدة دامغة على أن كل إدراك لا يتم عن طريق الحواس وحدها ...»
Halaman tidak diketahui